قبل تسع سنوات، طُرد جوّ معلوف من جنة mtv على خلفية مساندته لمجموعة من الموقوفين المثليّين وقتها في ملهى ليلي في منطقة الدكوانة، ومواجهته في برنامج «انت حر» لرئيس بلديتها أنطوان شختورة الذي تربطه علاقة وثيقة بآل المرّ. وقتها، أُقفل الملهى بالشمع الأحمر، وقيل إنّه «يروّج للدعارة واللواط والمخدرات»، وجرّد الموقوفين من ثيابهم، وأُرسلت صورهم إلى الهواتف الخاصة. أثارت القضية وقتها ثائرة الرأي العام، من خلال كيفية التعاطي غير القانوني والأخلاقي مع الموقوفين، إلى أن قررت المحطة اليوم، وبعد مرور كل هذا الوقت الخروج من جلدتها وقلب الطاولة، عبر طرح قضية المثليين في برنامج جديد يبث على موقعها الإلكتروني. «أكيد مش غلط نحكي» الذي انطلق أخيراً، يعرّف عن نفسه بأنه «شبابي وتوعوي وثقافي»، ويعكس «قضايا موجودة في المجتمع» ويهدف إلى طرحها «بطريقة موضوعية». واستضاف في هذه الحلقة مثليَّين تحدثا عن تجربتهما، والعلاقة مع الأهل والمجتمع. كما تناولت البلدان التي تحاكم المثليّين وتلك التي تشرّع زواجهم، إلى جانب الإطلالة على القوانين اللبنانية التي يُصار من خلالها إلى اعتقال هؤلاء ومحاكمتهم. لكن يبقى اللافت في هذه الحلقة، التعريج على ما حدث سابقاً في الدكوانة. إذ أعاد البرنامج طرح هذه القضية، من بوابة مهاجمة رئيس بلديتها واستذكار ما حدث في تلك الفترة من اقتحام للمكان وإلقاء القبض على روّاد الملهى الليلي وإذلالهم، إضافة إلى تحديد جنسيّتهم (السورية)، ووصف هذا التصرف بـ «العنصري»! إذ قالت هنا إحدى مقدمات البرنامج: «ما بيتشاطروا إلّا ع الضعيف». هكذا، تحاول mtv، من بوابة الشباب هذه المرة، اللعب على ذاكرة اللبنانيين، والسير ضمن «تريند» دعم المثليين والدفاع عنهم بعدما «رجمتهم» سابقاً وصفّت (إعلامياً) من حاول الوقوف في صفّهم.