بعد استنكار «المجلس العلمي الأعلى» (أعلى هيئة رسمية دينية) لفيلم «سيدة الجنة» (إخراج ايلي كينغ) البريطاني، منع المغرب أخيراً، الشريط الذي صنّف في دول اسلامية عدة على أنه «مسيء». وندّد المجلس الذي يرأسه العاهل محمد السادس في بيان بـ«التزوير الفاضح لحقائق ثابتة في التاريخ الإسلامي». واستنكرت الهيئة الدينية «التزوير الذي يسيء للإسلام والمسلمين، وترفضه كل الشعوب، كونه لا يخدم مصالحهم العليا بين الأمم في هذا العصر بالذات». وقال «المركز السينمائي المغربي» المخوّل إعطاء تراخيص العرض داخل وخارج المغرب في بيان إنه قرر «عدم منح التأشيرة لهذا الفيلم ومنع عرضه التجاري أو الثقافي بالتراب الوطني» في إطار «احترام تام للنصوص التشريعية والتنظيمية المؤطرة للقطاع السينمائي» وضمن سياق «لا يتعارض مع ثوابت المملكة المغربية ومقدساتها». ومع بدء عرض الفيلم في الثالث من الشهر الحالي في المملكة المتحدة، ألغت شبكة «سينيوورلد» البريطانية لدور السينما برمجتها بعد تظاهرات نظّمها مسلمون خارج الصالات. وفي الإطار عينه، فصلت الحكومة البريطانية قارىء عاصم، من منصبه كمستشار «لشؤون الإسلاموفوبيا» (رهاب الإسلام)، بعد اتهامه بدعم حملة نظمت احتجاجاً على الفيلم، وقالت الحكومة بأن هذا الدعم حدّ «من حرية التعبير» وشجع على «التوترات المجتمعية». علماً أنّ الشريط يطرح نفسه كأوّل عمل عن سيرة فاطمة الزهراء خلال مرحلة النبي محمد وبعده.