القاهرة | رغم أنّ سبع سنوات هي الفارق الزمني بين رحيل «سندريلا الشاشة» سعاد حسني (1943 ــ 2001) والفنانة اللبنانية سوزان تميم (1977 ــ 2008)، إلا أنّ الممثل والكاتب المصري تامر عبد المنعم مزج بين «جريمتي القتل» في الحلقة الأولى من مسلسل «المرافعة» (إنتاج «مدينة الانتاج الاعلامي» وشركة «سينرجي»).
العمل الذي ألّفه عبد المنعم وأخرجه عمر الشيخ، ويؤدي بطولته باسم ياخور ودوللي شاهين وفاروق الفيشاوي ومحسن محيي الدين ودينا وشيرين رضا وسميحة أيوب وكريمة مختار وعمر حسن يوسف، تبنّى الرواية التي تقول بمقتل سعاد حسني في لندن، ومزج القصة مع جريمة سوزان تميم التي أدين فيها رجل الاعمال المصري هشام طلعت مصطفى والضابط محسن السكري.
الحلقة الأولى التي عُرضت أول من أمس، اعتمدت الأسلوب السينمائي في المعالجة. بدأت الأحداث بجريمة قتل الفنانة نوران شويري التي جسدت دورها دوللي شاهين خلال وجودها في شقتها في العاصمة البريطانية، بينما قام الجاني باستبدال ملابسه خلف كاميرات المراقبة الموجودة في العقار الذي تقيم فيه. وهو الأسلوب نفسه الذي اتبعه المتَّهم بقتل سوزان تميم الضابط السابق محسن السكري الذي قضت المحكمة بسجنه مؤبداً، إذ رصدت كاميرات مراقبة شرطة دبي تحركاته بعد ارتكاب جريمته.
وأطلّ سمير صبري في مشهد واحد فقط من عاصمة الضباب، متحدثاً في تحقيق تلفزيوني حول مقتل الفنانة الشابة، وهو البرنامج نفسه الذي قدمه عقب وفاة سعاد حسني في لندن، ونقل صوراً وفيديوهات من شقتها ولقاءات مع أصدقائها المقربين وزملائها في لندن خلال فترة مرضها، وعرض يومها عبر العديد من الفضائيات، فيما اختار فريق العمل عام 2010 محوراً للأحداث.

لم يطل فاروق الفيشاوي إلا في مشهد واحد محاولاً تقليد محامي حسني مبارك



أما الممثل السوري باسم ياخور، فأطلّ في الحلقة بشخصية رجل الأعمال جمال أبو الوفا، مقترباً من ملامح رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى المدان بالتحريض على قتل سوزان تميم، وفي تماس في الوقت نفسه مع شخصية أحمد عز رجل الأعمال البارز في «الحزب الوطني» قبل الثورة. وظهر جمال أبو الوفا وهو يطلب من إحدى الشخصيات الامنية الاستعانة بضابط سابق تقاعد من الجهاز الأمني ليعمل في شركته في العراق التي تعاني من تكرار اختطاف موظفيها لطلب فدية. وهي خطوة لتعريف جمال أبو الوفا بالضابط المتقاعد أشرف الذي وقف إلى جواره في قفص الاتهام خلال محاكمتهما في قتل نوران شويري. من جهته، لم يطل فاروق الفيشاوي إلا في مشهد واحد كمحامي لرجل الأعمال جمال أبو الوفا في القضية المتَّهم بها. وبدا واضحاً من خلال طريقة حديثه أنّه يحاول تقليد المحامي فريد الديب محامي الرئيس الأسبق حسني مبارك.
أراد مؤلف العمل تامر عبد المنعم أن يعطي انطباعات سريعة في الحلقة الأولى عن كل شخصيات العمل، إلا أنّه لم يوفّق في ذلك خصوصاً مع قصر مدة الحلقة التي لم تعطه مساحة زمنية كافية لإبراز التعريف الذي أراده بكل شخصية بخلاف أسلوب الـ«فلاش باك» الذي لم يتضح درامياً على الشاشة بشكل جيد.
اللافت أنّ شارة العمل بدأت بعد الانتهاء من مشهدي جريمة القتل وظهور سمير صبري. ضمت الشارة أسماء أبطال المسلسل مرتين: الأولى شملت صور الفنانين المشاركين بأسماء الشخصيات التي يقدّمونها، والثانية بأسمائهم الحقيقة مع صورهم أيضاً. وكان لافتاً تأخر ترتيب اسم الممثلة اللبنانية دوللي شاهين على الشارة مقارنة بباقي فريق العمل رغم الترويج بأنّها بطلة العمل الأولى.



«المرافعة» على قناة «cbc دراما» (الثانية صباحاً ويعاد في الثالثة ظهراً) وعلى «cbc 2» (الخامسة صباحاً ويعاد 11 صباحاً)