لم تطفئ صحيفة «الجمهورية»، الشمعة الأولى لخدمة «الجمهورية tv» التي أطلقتها في ذكرى محاولة إغتيال مالكها الوزير السابق الياس المر في 12 تموز (يوليو) عام 2005. في تموز العام الماضي، أعلنت الجريدة التي يديرها آل المرّ، عن توسّعها في عالم الـ«نيو ميديا» عبر إطلاق خدمة «الجمهورية tv» المتخصصة في الشأن الداخلي اللبناني. أطلقت الجريدة خدمتها وراحت تعلن عن حاجتها لموظفين في شتى الاختصاصات. لكن ولادة تلك الخدمة تزامنت مع انشغال آل المرّ بالتحضير للانتخابات، واستعداد ميشال الياس المرّ للانتخابات النيابية. بالفعل، خلال اشهر قليلة، تحولت «الجمهورية tv» إلى محطة اعلامية واعلانية عملية للترويج للمرّ الذي فاز في الانتخابات النيابية الأخيرة. هذا الامر ليس خفياً على أحد، بل كان بارزاً في الاعلانات والمقابلات التي لمّعت صورة النائب الشاب الذي تعرّض لحملة انتقادات خلال اطلالاته الاعلامية بسبب عدم خبرته السياسية وإتكاله على رصيد جده ميشال المرّ ووالده الياس. لم يمرّ عام على اطلاق «الجمهورية tv» حتى بدأ الدخان الاسود يتصاعد منها، بعدما راح بعض الموظفين يسرّبون تسجيلات صوتية لهم معلنين عن طردهم من عملهم في اليوم الاول الذي دخل فيه ميشال المر الى البرلمان النيابي، أي أول من أمس الثلاثاء. في التفاصيل، أن مجموعة من الموظفين رفضوا الكشف عن اسمائهم، كشفوا لنا أنهم خسروا عملهم فجأة من دون شرح الاسباب. ويوضح الموظفون أنهم قبيل دخول المرّ إلى البرلمان، تلقوا خبر فصلهم من عملهم. ويلفت الموظفون الى أنّ عدداً لا بأس منهم خسر عمله، معتبرين أنهم تعرّضوا لعملية استغلال بعد ترهيبهم وإجبارهم على الترويج للمرّ على حساباتهم الشخصية خلال فترة الانتخابات.
وأعرب الموظفون عن صدمتهم مما آلت اليه الأمور، خاصة أنهم تلقوا وعوداً من إدارة «الجمهورية tv» بالتطوير والتقدّم، بعدما تركوا اعمالهما السابقة في مؤسسات اعلامية كانت تعاني في الأساس من مشاكل مالية جمّة.
من جانبه، ينفي رئيس تحرير صحيفة «الجمهورية» جورج سولاج خبر اغلاق «الجمهورية tv» الذي انتشر قبل ساعات، ويلفت لنا الى أنّ الخدمة لا تزال تعمل بشكل عادي حتى أنه وضع لها مخططاً لتوسيعها في الفترة المقبلة كي تواكب التطوارات الحاصلة في عالم الاعلام. يرفض سولاج الاجابة على أي اسئلة أخرى، معتبراً أن الخدمة تتعرض لعملية تشويش من قبل بعض الموظفين.
في المقابل، يسرّ لنا أحد المسؤولين من إدارة «الجمهورية tv» بأن «الشخص الذي لا يكون على قدر الجهد في عمله، سيتم الاستغناء عنه لأنّ الخدمة الاعلامية تشهد عملية تطوير وإعادة هيكلة». ويعترف هنا بأنّ «الجمهورية tv» تشهد «عملية تنظيف للموظفين المنتسبين الى حزب «القوات اللبنانية» والعاملين في «الجمهورية tv»»، مؤكداً أنّ الخلاف مع الموظفين أساسه سياسي في الدرجة الاولى، وقد تجلّت صورته قبيل الانتخابات النيابية وبعدها!.