الإعلام اللبناني يشوّه «عيد المقاومة والتحرير»

  • 0
  • ض
  • ض
الإعلام اللبناني يشوّه «عيد المقاومة والتحرير»
عمل إعلامي ممنهج على دفن المناسبة

قبل 17 عاماً، حاول فؤاد السنيورة شطب «عيد التحرير والمقاومة» من رزنامة العطل الرسمية، لضرب هذه المناسبة وما تحتويه من معان وتأريخ لإنتصارات المقاومة في الزمن الحديث. بعده ساد الإنقسام الإعلام اللبناني، الذي حاول بعضه نسف هذه الذكرى، وتجزئتها بإفراغها من معانيها الوطنية، لنصل اليوم، الى انقسام أوسع وأشمل، والى اصطفافات سياسية تجاهر بالعداء للمقاومة وتشن عليها حملات الأبلسة. أمس، حلّت الذكرى الـ22 لعيد «المقاومة والتحرير» وكالعادة غيّب هذا التاريخ إعلامياً عن البرمجة، وانضمت قنوات جديدة الى تلك التي تتجاهل هذه المناسبة بالأصل (otv على سبيل المثال). هكذا، أريد لهذا العيد أن يكون يوم عطلة كالبقية، ولا يتوقف الإعلام عند هذه المحطة التاريخية، لا بل يصار الى تضييع البوصلة بإشغال اللبنانيين بنقاشات لا تهمهم هذه الأيام. فقد غيبت mtv، في نشرتها الإخبارية تماماً هذه الذكرى، مكتفية بالهجوم على المقاومة في مقدمة نشرة أخبارها. فقد اعتبرت أن «حزب الله»، «دخل في صراعات جانبية هامشية أكلت من رصيده» وتحوّل الى «عبء على لبنان»، و«انتقل من استعماله ضد اسرائيل الى استعماله ضد اللبنانيين حيناً، واحياناً ضد السوريين والعراقيين وحتى اليمنيين». وحمّلت المحطة «حزب الله» مسؤولية «إفقار اللبنانيين»، و«جعل دولتهم من أشد الدول تخلفاً في العالم». من جهتها، رأت lbci في مقدمة نشرة أخبارها أن اللبنانيين التقوا على العداء لإسرائيل لكنهم «منقسمون بين من يرى أن سلاح حزب الله خلق دويلة داخل الدولة، وبين من يعتبر أن مبرر وجود السلاح لا يزال قائماً طالما أن الدولة غائبة عن القيام بواجباتها في حماية لبنان واللبنانيين». هذه الصيغة التي تدعي الموضوعية والوقوف على مسافة واحدة من هذه الإنقسامات، تلاقت مع تقرير أعدته ندى اندراوس عزيز عن نظرة حلفاء وخصوم المقاومة حول سلاحها، واستصرحت مصادر من أحزاب مختلفة. أداء سرعان ما افتضح بإلحاقه بتقرير آخر، تناول أحد المؤتمرات العالمية حول تجارة الكبتاغون في الشرق الأوسط وتحدي هذه التجارة، خصوصاً مع «انتاج وتصدير حزب الله وسوريا» للمخدرات. في التقرير استضيف ما يكنّي نفسه بـ «محلل أبحاث حزب الله ولبنان» دايفيد داوود، وراح يتحدث عن «حزب الله» واهتمامه بـ «مصالحه الخاصة» أكثر من اكتراثه بالشعب اللبناني، وتشكيله «حاضنة لمشاريع غير شرعية» من تهريب المخدرات وانتاجها. إذاً، عاماً بعد عام تتوسع الدائرة لتشظِّي هذه المناسبة التي تختصر سنوات طوالاً من العذابات والتضحيات وقطف ثمار الإنتصار على كيان الإحتلال، لننتقل من قرار نسفها من الذاكرة الجمعية الى تشويه صورة المقاومة التي أنجزت التحرير.

0 تعليق

التعليقات