في مثل هذا اليوم قبل 19 عاماً، تحدت الناشطة الأميركية راشيل كوري (23 عاماً) الآلة العسكرية الصهيونية، ووقفت أمام جرافة حاولت هدم منزل فلسطيني في «رفح» (جنوب قطاع غزة)، ليكون مصيرها الإستشهاد بعدما داستها الجرافة وسحقت عظامها. كوري الحاضرة دائماً رغم غيابها في الجسد استحضرت اليوم، على منصات التواصل الإجتماعي، لإحياء ذكراها، واستذكار بسالتها. نشرت صورها، ولحظة وقوفها أمام الجرافة الإسرائيلية، واستحضر استشراسها في الدفاع عن القضية الفلسطينية. وكانت كوري، التي رفعت شعار «كن إنساناً»، عضوة في «حركة التضامن الدولية»، حضرت الى الأراضي الفلسطينية في كانون الثاني (يناير) 2003. الناشطة الأميركية كانت تعتقد بأن سترتها البرتقالية الدالة على انتمائها الى منظمة دولية، ستحميها من بطش ووحشية الإحتلال وتستطيع إيقاف الجرافة العسكرية التي قامت بهدم بيوت الفلسطينيين، لكنها سرعان ما سقطت أرضاً وخرجت جثة الى بلادها ملفوفة بالعلم الأميركي. ومعلوم أن محكمة الإحتلال الإسرائيلي كانت قد برّأت قاتل كوري، بعدما رفضت دعوى مدنية رفعتها عائلتها. ولفتت الى أنها «وصلت إلى استنتاج يشير إلى عدم وجود إهمال من قبل سائق الجرافة، وأنه لم يرها قبيل دهسها»، وتمخض التحقيق الإسرائيلي عن عدم تحميل المسؤولية للجندي الإسرائيلي سائق الجرافة العسكرية. يُذكر أن كتابات راشيل، التي نُشرت بعد استشهادها، أضحت رمزاً للحملة الدولية المذكورة، وحوّلت هذه الكتابات إلى مسرحية حملت عنوان «اسمي راشيل كوري»، وتحدثت فصولها عن حياتها، كما جالت المسرحية مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة.