قبل ثلاثة أشهر، أرغم وزير الإعلام السابق جورج قرداحي على تقديم استقالته، بعد افتعال موجة غوغاء بحقه داخلياً وفي دول الخليج، على خلفية «نبش» تصريح أرشيفي تلفزيوني له يدلي من خلاله بوجهة نظره بالعدوان السعودي على اليمن. وقتها شنت حملات عدائية بالجملة على قرداحي، واتهم بتعكير علاقات لبنان بدول الخليج، وحتى حمّل مسؤولية مصير الجالية اللبنانية المنتشرة هناك. اليوم، يتكرر السيناريو مع وزير الإعلام الجديد زياد مكاري الذي عيّن أمس كبديل عن قرداحي، عبر حملة خليجية سعودية بالتحديد، أطلقت هاشتاغ #زياد_مكاري_يسيء_للسعودية» وراحت تنشر مجموعة تغريدات لمكاري سابقة تعود لأعوام 2017 و2018، و2021، يعبر فيها عن وجهة نظره تجاه السعودية والأطراف الداخلية الزاحفة صوبها. حملة افتراضية سرعان ما تلقفتها بعض المنصات الإعلامية المحلية وراحت تسأل عن «عداء» مكاري للسعودية ودول الخليج. إذاً، لم يكد مكاري يلتقط أنفاسه لدخول وزارة الإعلام حتى بدأت الحملات الممنهجة ضده، التي توسعت لإتهام حلفائه بـ «تصدير الكبتاغون» الى السعودية و«الإساءة اليها» و«تحويل لبنان الى مستعمرة إيرانية».. فهل يتكرر ما حصل مع قرداحي، وتكبر كرة الثلج إفتراضياً لتصل الى قنوات التواصل الديبلوماسية الخليجية، ويجري الضغط على الحكومة اللبنانية لإقالة مكاري المنتمي الى «المردة».؟ كل الأسئلة مطروحة، مع شرعنة فريق من اللبنانيين التذلل لدول الخليج والإنتقاص من السيادة الوطنية.