بخط تصاعدي، تسير otv في استراتيجيتها الجديدة التي بدأت طلائعها تتبدى قبل فترة وجيزة، سعياً إلى اعادة الإعتبار لها ولتيارها السياسي بعيد «17 تشرين»، قبيل الإستحقاق النيابي. استراتيجية ظهرت مع طرح مجموعة برامج نقدية سياسية، منها الساخر ومنها الإستقصائي، وعبر مخاطبة الجمهور باللهجة العامية في نشراتها الإخبارية لحثّه على تقصّي من قام بهدر المال العام وأوصل البلد الى الإنهيار. تزامناً، تقوم المحطة البرتقالية بعرض يومي لتقارير اخبارية في نشراتها المسائية (يتولاها جورج عبود)، تشرح الخارطة الإنتخابية في المناطق اللبنانية وتحالفاتها السياسية. أمس، قفزت الى ما أبعد من هذه الخارطة، الى ما يمكن وصفه بالمسكوت عنه في الإعلام، عبر تعرية بعض المجموعات المرشحة للإنتخابات، التي ركبت «الثورة» بعدما خلعت ثوب الأحزاب. هكذا، وبسياق مبسط، تحدث التقرير عن «نقل البارودة من كتف الى آخر»، والخروج من العباءة الحزبية «شكلياً»، بعد انتشار موجة «النقمة على الأحزاب». التقرير أشار كذلك، الى توحيد هذه المجموعات لشعار «تغيير الطبقة السياسية»، لكن في العودة الى جذورها، يظهر جلياً ارتماؤها في خانة الأحزاب سيما «الكتائب»، و«القوات»، سعياً للوصول الى الندوة البرلمانية. لا يكتفي التقرير باستعراض بعض الأسماء التي انتقلت من الأحزاب الى «الثورة»، بل يضيء بدوره على المنصات التي ظهرت قبيل العملية الإنتخابية، من «كلنا إرادة» الى «نحو الوطن»، وغيرهما من المجموعات الناشئة، التي تقف وراها مجموعة حزبيين «سابقين»، تختلف اليوم في ما بينها بشأن التحالفات والتمويل. هكذا، وبدقائق قليلة، ظهرت المحطة ما يطمسه باقي الإعلام الذي يهلل بدوره لهذه القوى، ويقدمها على أنها «تغييرية» و«ثائرة» مغيباً خلفياتها وتجذرها الحزبي السياسي، وادعاءها اليوم محاولة انتشال البلاد من تغول الطبقة السياسية!.