وأظهرت البيانات أنّ معدّل التبليغ في المنطقة العربية هو الأدنى من بين جميع المناطق المشمولة في الدراسة. ففي حين تعرّضت 59% من النساء للتحرش اللفظي، و19% للتحرش الجسدي، أبلغ 15% فقط منهن مؤسساتهن الإعلامية عن الموضوع. كما أنّ 46% فقط من المؤسسات الإعلامية اتخذت إجراءات تجاه جميع حوادث التحرش الجنسي المبلغ عنها.
وبُغية قياس مدى انطباق الانطباع مع الواقع حيال هذه الظاهرة، أجريت في إطار الدراسة مقابلات مع 85 مديراً تنفيذيّاً في مؤسّسات إعلاميّة من بينهم 51 امرأة. صرّح 43.5% منهم بأنّهم تعرّضوا للتحرّش الجنسي. مع ذلك، فإن 27% فقط من هؤلاء المديرين يعتبرون أنّ التحرّش مشكلة حقيقية في الميدان الإعلامي.
امرأة من كل ثلاث في العالم العربي، تعرّضت للتحرش الجنسي في مكان العمل
يتضّح أن النساء هن الفئة الأكثر تأثراً بالتحرش الجنسي في المجال الإعلامي كما في المجتمع ككل، ويعود أمر حمايتهنّ إلى أصحاب العمل من خلال اتخاذ موقفٍ واضح وصارم بشأن العواقب سواء على مستوى الفرد أو المؤسسة، ووضع السياسات والأدوات اللازمة لإدارة هذه الحالات عند وقوعها، وخلق بيئة آمنة للجميع، لأنه في حالة انعدام آليات إبلاغ فعّالة، فإن الإدارات تبقى غير مدركة لمشكلة التحرش في مؤسساتها.
هدفت الدراسة إلى جعل البيانات حول اتجاهات التحرّش الجنسي متاحة بشكلٍ أكبر، والسماح للإعلاميّين والإعلاميات في هذه البلدان الـ20 بالاطلاع بشكلٍ أفضل عن حقيقة الظاهرة في غرف الأخبار الخاصة بهم، على سبيل التوعية، وتعزيز الجهود الجماعية لإنشاء آليات مناسبة، وإحداث التغيير الثقافي الضروري، لاجتثاث التحرش الجنسي.