نشرت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين تقريرها الشهري حول الاعتداءات على الصحافيين لشهر كانون الأول (ديسمبر) 2021، إذ سجلت وحدة الرصد في مركز السلامة المهنية في النقابة «20 اعتداءً من أصل 28 إشعاراً ورد في شكل اتصالات مباشرة أو على شبكات التواصل الاجتماعي أو خلال العمل الميداني». طالت الاعتداءات 20 ضحية، توزعوا على 17 صحافياً وصحافية و3 مصورين ومصورات صحافيات. وتوزع الصحافيون/ات ضحايا العنف حسب النوع الاجتماعي إلى 5 نساء و15 رجلاً.
«هذا العدد من الصحافيين المعتدى عليهم يترجم وضع الصحافيين التونسيين بعد 11 عاماً على «الثورة» التي فتحت أبواب حرية التعبير قبل أن تعود آليات المضايقة للصحافيين بأشكال مختلفة وتدهور الوضع الاجتماعي. فقناة «نسمة» مغلقة منذ أشهر ويعاني فريقها الصحافي والتقني من البطالة وسط صمت كامل للحكومة رغم كل النداءات التي تطالب بإيجاد حل ومراعاة الوضع الأجتماعي للعاملين فيها.
وفي السياق عينه، يعاني العاملون في شركة «كاكتوس برود» التي صادرتها الدولة في 2011 من انهيار مالي بسبب سوء التصرف بعدما كانت من أغنى الشركات وأكثرها انتاجاً.
وأصدرت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين أمس بياناً حمّلت فيه الحكومة مسؤولية الوضع في الشركة وجاء في بيان النقابة: «تعيش شركة «كاكتوس برود» المصادرة وضعية مالية واجتماعية كارثية، أدت إلى بيع كامل سياراتها بالمزاد العلني وعقلة كافة معداتها وممتلكاتها لفائدة عدة أطراف نتيجة سوء تصرف ادارة الشركة وإغراق الشركة بانتدابات على حساب التوازنات المالية للمؤسسة وعلى حساب مواطن شغل الصحافيين المهددين بقطع أرزاقه. وقد عمدت ادارة الشركة إلى طرد صحافيين من أبناء المؤسسة تعسفياً وتجميد عديد الصحافيين داخل المؤسسة وشيطنت كل الاصوات المعارضة لها والمطالبة بعملية إصلاح وتدقيق في حسابات الشركة المصادرة».
وطالبت النقابة بفتح تحقيق عاجل وجدي في كل التجاوزات التي قامت بها الإدارات المتعاقبة و محاسبة كل من تثبت إدانته، وتحمّل السلطة مسؤوليتها في الحفاظ على مواطن الشغل وتأمين أجور والتغطية الإجتماعية لكل الصحافيين والموظفين والعاملين بالشركة والقيام بجدولة ديون المؤسسة بما يضمن ديمومتها، وإقالة الوكيلة وتعيين شخص من ذوي الكفاءة لإنقاذ ما تبقى من الملك المصادر.
من جهة أخرى، تعيش مؤسسة التلفزة التونسية احتقاناً منذ أيام. إذ امتنع قسم الأخبار مساء أمس عن تقديم النشرة الأخبارية لمنتصف الليل ويتوقع إعلان أضراب في المؤسسة.
وفي محاولة لتخفيف حدّة الأحتقان في قطاع الأعلام، استقبلت رئيسة الحكومة نجلاء بودن رمضان أمس كلاً من نقيب الصحافيين ونائبيه ورئيس نقابة الإذاعات الخاصة بحضور وزير الشؤون الاجتماعية، وكان الملف الاجتماعي من بين الملفات التي تناولها اللقاء حسب بيانين للنقابتين.