قرّرت مجموعة من المغنين والموسيقيين البريطانيين رفع الصوت عالياً في وجه يوتيوب، متهمين إيّاه بـ«إجبار» الشركات المستقلة على القبول برسوم متدنية، بعد فترة وجيزة على شيوع أنباء حول نيّة الموقع، المخصص لتحميل الفيديوات وتبادلها، تطوير خدمة اشتراك خالية من الإعلانات. وهي مسألة تشكّل أحدث خلاف بين صنّاع الموسيقى وشركة غوغل المالكة ليوتيوب.
تطوّر الخلاف مع بداية هذا الأسبوع، إذ عقد مسؤولون من شركتي «وين» و«إيمبالا» الموسيقيتين المستقلتين مؤتمراً صحافياً في لندن، أمس، إلى جانب موسيقيين مثل بيلي براغ، وطوم ماكراي، موضحين مخاوفهم، ومعلنين أنّ معركتهم ستتخذ بعداً أكبر عبر نقلها إلى السلطات التنظيمية في أوروبا.
في هذا السياق، ذكرت صحيفة الـ«غارديان» البريطانية أمس أنّ WIN ستتقدّم بشكوى رسمية إلى المفوضية الأوروبية ضد «البلطجة» التي يمارسها يوتيوب في المفاوضات الحالية، من خلال «تهميش وكالة الترخيص المستقلة «ميرلين» لصالح إرسال عقود غير قابلة للتفاوض للشركات، في مقابل التهديد بمنع موسيقاهم على يوتيوب في حال تخلّفهم عن التوقيع».
صحيح أنّ القضية التي يتم البحث فيها اليوم مختلفة عمّا سبق أن تحرّك تجاهه الاتحاد الأوروبي، لكن الحكم الصادر أخيراً عن محكمة الاتحاد الأوروبي ضد غوغل «يصعب نسيانه أو التقليل من قيمته»، وهو يؤكد أنّ السلطات الأوروبية تتمتع بـ«أنياب حادة» عندما يتعلّق الأمر بشركات أميركية كبرى، وخصوصاً غوغل. رغم ذلك، سيكون للأسماء الفنية البارزة دور كبير في الحملة ضد يوتيوب.
تجدر الإشارة إلى أنّ المحكمة العليا الأوروبية أصدرت أخيراً حكماً غير مسبوق، يُلزم غوغل بـ«احترام الحق في النسيان، وحذف البيانات التي يجدها مواطنو الاتحاد محرجة من نتائج البحث». وقد دخل هذا الحكم حيّز التنفيذ قبل أيّام ووصل إلى مرحلة التطبيق، إذ أطلقت الشركة موقعاً إلكترونياً يمكّن الأوروبيين من تقديم طلبات إزالة تفاصيل المعلومات التي جمعها محرّك البحث التابع لها عنهم.
قبل بدء المؤتمر الصحافي، قال بيلي براغ إنّ هذه الخدمة ستُبعد الفنانين المستقلين والشركات الصغيرة عن يوتيوب بسبب العائدات المنخفضة، وسأل: «هل سيكون الجمهور مستعداً لدفع الأموال من أجل منتجات ثانوية، تفتقر إلى القيمة الفنية العالية؟». هنا، أضاف عازف الغيتار في فرقة «راديو هيد»، إيد أوبراين، إنّ «هؤلاء الفنانين هم مستقبل الموسيقى، وتقييدهم بهذه الطريقة يعني ترك شبكة الإنترنت للنجوم والشركات الكبرى». أوبراين الذي يعتبر أحد قادة الحملة ضد يوتيوب، أكد أيضاً أنّه يتوقّع انضمام أسماء جديدة إليها.
على الضفة الأخرى، لم يشأ بيان يوتيوب الرسمي التعليق على تفاصيل المفاوضات الجارية، مكتفياً بالقول إنه يوفّر «منصة عالمية للفنانين من أجل التواصل مع الجمهور وتحقيق عائدات مالية، وبالتالي نحن نُدخل ملايين الدولارات إلى صناعة الموسيقى سنوياً». وأشار البيان إلى أنّ «لدينا عقوداً ناجحة مع مئات الشركات المستقلة والكبيرة في مختلف أنحاء العالم».
هكذا سيكون الجمهور أمام خيارين،: إمّا أن ينجح الفنانون في خطواتهم ضد يوتيوب، أو أن نفقد إمكان الاستمتاع بأغنيات عدّة على الموقع، مثل تسجيلات أديل (الصورة) أو فرقة Arctic Monkeys مثلاً.