دمشق | بعد ثغرات عدة مرّ بها الإعلام الرسمي السوري في ظل الأوضاع المتأزمة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من ثلاث سنوات، ها هو اليوم يستدرك الأخطاء، ويطبّق خطة إعلامية مواكبة للانتخابات الرئاسية التي تبدأ اليوم، وتتجّه إليها أنظار العالم. قبيل حلول ساعة الصفر، اكتملت التحضيرات الإعلامية للحدث الذي يعوّل عليه الجميع لرسم ملامح مرحلة ما بعد الانتخابات وتداركت وزارة الإعلام السورية الثغرات الكثيرة التي عانت منها.
سعت الوزارة إلى بلورة خطة إعلامية شاملة لتفادي المشاكل التي كانت تحصل سابقاً، ففتحت الباب أمام أكثر من 40 فريقاً إعلامياً عربياً وأجنبياً، جاؤوا من الولايات المتحدة وفرنسا وإيرلندا واليابان وروسيا والصين والنمسا ولبنان وإيران والعراق. كذلك، أنشأت وزارة الإعلام السورية مركزاً إعلامياً ضخماً، يحتوي على عشرات أجهزة الكومبيوتر والبث المباشر. وجهّزت غرفة عمليات لتأمين المواد الإعلامية من جميع المحافظات، باستثناء الرقة التي لن تجرى فيها عملية الاقتراع نظراً إلى سوء الأوضاع الأمنية. الأستاذ المحاضر في «جامعة دمشق» وائل إمام قال لـ«الأخبار» إن جزءاً من نجاح الاستحقاق الرئاسي يكمن في «التسويق الذي لا يجري إلا بوجود الإعلام، خصوصاً أنّها المرّة الأولى التي تشهد فيها سوريا انتخابات منذ أكثر من 50 عاماً»، مضيفاً أنّ الهدف من هذه الخطوة هو «إظهار ديمقراطية الانتخابات».

أكثر من 40 فريقاً
صحافياً عربياً وأجنبياً جاؤوا في دمشق
الحضور الإعلامي الكثيف، كانت فيه لـ«الميادين» الحصة الكبرى. القناة التي أرسلت وفداً مؤلفاً من حوالى 30 شخصاً إلى دمشق، بدأت تغطيتها باكراً في 12 أيّار (مايو) الماضي، تزامناً مع بدء تغطيتها للانتخابات المصرية، وتحت عنوان: «من دمشق.. هنا القاهرة». فتحت شاشة «الواقع كما هو» نوافد إخبارية، وأطلّت يومياً ببرنامج «حديث دمشق» الذي استضاف كثيراً من السفراء والوزراء السوريين، فضلاً عن شخصيات معارضة وموالية. وتوزّع مراسلوها في معظم المحافظات، من العاصمة إلى حلب فحمص فالسويداء إضافة إلى مدن الساحل من اللاذقية وطرطوس وبانياس وجبلة وصولاً إلى الريف. أما عن سبب هذا الاهتمام، فقال أحد المسؤولين عن هذه التغطية لـ«الأخبار» إن الانتخابات الرئاسية السورية تزامنت مع تلك المصرية، وبعد أسابيع قليلة من الانتخابات البرلمانية العراقية، و«لطالما شكّلت هذه الدول ثقل السياسة العربية في المحافل الدولية.
وهي تمر اليوم بمنعطفات سياسية حساسة ستكون ذات تداعيات على الساحتين الإقليمية والدولية أيضاً». هنا، تجدر الإشارة إلى أنّ ذروة تغطية «الميادين» ستكون اليوم عبر تغطية مفتوحة بدءاً من السابعة صباحاً، وحتى انتهاء «النشرة المسائية» عند الحادية عشرة مساءً.
لبنانياً، حضر فريق lbci وعلى رأسه الإعلامية ديما صادق التي أجرت صباح أمس مقابلة لافتة مع وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، طارحة عليه أسئلة شائعة، ومخاطبة إيّاه في معظم الأحيان بلسان معارضيه، فيما حرصت منذ البداية على تأكيد «حيادية» محطتها. وبرز أيضاً حضور مراسلين من otv وnbn و«المنار» وإذاعة «النور» وغيرها. كثيرة هي المؤسسات الإعلامية الأجنبية التي حرصت على الوجود، أبرزها صحيفتا «لو فيغارو» الفرنسية و«إندبندنت» البريطانية، فضلاً عن مراسلين لـ«سي. أن. أن» و«بي. بي. سي» ومجموعة من المدوّنين. فهل تُحدث هذه المبادرة الرسمية ثغرة في جدار الهفوات المتلاحقة التي ارتكبها إعلام السلطة؟