أعلن الصحافي والعضو السابق في المكتب التنفيذي لـ «النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين» أنه يواجه تهديدات جدية بالتصفية الجسدية حسب نداء وجّهه عبر صفحته الرسمية إلى رئيس الجمهورية. وكتب اليوسفي الذي يقدّم برنامجاً سياسياً على إذاعة «ديوان. أف. أم» (خاصة) منذ سنوات، ويرأس تحرير الموقع المتخصص في الصحافة الاستقصائية «الكتيبة» على صفحته: «منذ مساء يوم أمس وأنا محتجز في بيتي بسبب تهديدات وتحذيرات جدية على درجة عالية من الخطورة . حالياً مضطر اليوم وغداً لملازمة البيت. على أيّ حال، أنا أحمّل رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة ورئيس الحكومة وزير الداخلية بالنيابة مسؤولية سلامتي الجسدية اذا بقي شيء من مفهوم الدولة في هذا البلد. شكراً لكل من اتصل وعبر عن تضامنه ودعمه في هذه الايام العصيبة. اعتذر على عدم الرد على كل الاتصالات والرسائل. قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. ربي يحمي تونس».وكان اليوسفي قد تحدّث عبر فضائية «الميادين» اللبنانية عن الابتزاز الذي يتعرّض له رئيس الحكومة هشام المشيشي من حليفيه حزبي حركة «النهضة» الأخوانية و«حزب قلب تونس»، مؤكداً أن لهما تسجيلات ذات صبغة أخلاقية تدينه. كما اعتبر أن هذه الحكومة بارعة في قتل الشعب التونسي بسبب سوء ادارتها للأزمة.
وأشار اليوسفي أيضاً إلى أن مستشارين في القصبة (رئاسة الحكومة) وناشطين في مونبليزير (مقر حركة النهضة) يعدون لحملة تشويه ضدّه، محمّلاً نجل رئيس «حركة النهضة» معاذ الغنوشي مسؤولية ما سيحدث له.
وسارعت «الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان» فجر اليوم الأحد الموافق لذكرى اعلان الجمهورية وذكرى اغتيال الشهيد محمد البراهمي إلى أصدار بيان تعاطف ومساندة لمحمد اليوسفي، وحمّلت المسؤولية للحكومة معتبرة أن هذه الأساليب هي أساليب المافيا لا يمكن أن تحدث في بلد ديمقراطي.
هذا التهديد الذي طال محمد اليوسفي هو حلقة من سلسلة طويلة من المضايقات التي واجهها الصحافيون منذ صعود حركة «النهضة» إلى الحكم، إذ تعرّض عدد كبير من الصحافيين والكتّاب والفنانين إلى الاعتداء الجسدي. كما يتعرّض كل من يبدي رأياً ضد «النهضة» أو حليفها «ائتلاف الكرامة» المتشدّد إلى حملات تشويه وشيطنة عبر الفايسبوك. أسلوب برعت فيه حركة «النهضة» التي يدير أنصارها مئات الصفحات على الفايسبوك خاصة، وهي أكبر منصّة يستعملها التونسيون منذ عشر سنوات.