قبل 15 عاماً، وتحديداً في العاشر من آب (أغسطس)، من العام 2006، إبان تحقيق المقاومة نصرها على الإحتلال الإسرائيلي، خرجت ما باتت تسمى بـ«حادثة ثكنة مرجعيون»، عندما بث التلفزيون الإسرائيلي مشاهد من داخل الثكنة، يقدم فيها الشاي للإسرائيليين، فيما يتشارك العميد عدنان داوود هذه «الجلسة» مع الغزاة. وقتها اقترنت الحادثة المهينة باسم وزير الداخلية أحمد فتفت الذي اتخذ القرار بالإستسلام وعدم المواجهة، وألصقت مشاهد الشاي باسمه. بعد مرور هذه السنوات، خرج فتفت أمس، على «الجديد» وكان واضحاً تحضيره الجيد للدفاع عن نفسه، وعما فعله في تلك الحقبة، من خلال جلبه وثائق وأوراقاً رسمية حاول من خلالها، نفض يده عما حدث وقتها، واعتبار أن «حزب الله» استغل هذه الحادثة، وايضاً الإعلام الذي أعاد بث هذه اللقطات من التلفزيون الإسرائيلي. ففي برنامج « ع الحرف» الذي كشف في الإعلان الترويجي له قبل أيام، عن طرحه لهذه الحادثة، حضر فتفت مدججاً بالوثائق لإظهار بأن ما فعله كان يفترض أن ينفذ في ظل عدم امتلاك القوى الأمنية لأسلحة حربية للمواجهة. فتفت اعتبر أن ما فعله من خلال استسلام 350 عسكرياً، بأنه أمّن لهم الحماية، وأنقذ أرواحهم، وأنهى مطالعته الدفاعية بالقول بأنه «فخور» بما فعل، وأن الواقع العسكري فرض نفسه! هكذا، وبعد مرور 15 عاماً، على تلك الحادثة المهينة بحق اللبنانيين، وأهالي الجنوب، يظن فتفت وطبعاً المحطة التي استضافته، أنه في دقائق قليلة، يمكن محو هذه الحادثة من تاريخ النائب اللبناني، فيما الواقعة الشهيرة ستظل شاهدة على هذه النقطة السوداء في تاريخ لبنان.