خطاب التطبيع يتسلّل إلى الإعلام اللبناني

  • 0
  • ض
  • ض
خطاب التطبيع يتسلّل إلى الإعلام اللبناني
خصصت lbci امس دقيقيتن من نشرة أخبارها لتناول الحدث

بعد عام على ابرام اتفاقيات التطبيع بين كيان الاحتلال والإمارات، ثم تدشين تبادل السفارات في الأراضي المحتلة وأبو ظبي، لا يخفى على أحد التسرّب الواضح للخطاب الإسرائيلي، على الشاشات والمنصات اللبنانية، التي باتت تنقل ببغائياً عن الوكالات الإخبارية من دون حسبان النتائج والمساحة الترويجية للاحتلال. من يطلع على المضامين الإعلامية المحلية، لا بد من أن يلحظ هذه الأريحية في نقل أخبار العدو والترويج للتطبيع كأنه بات أمراً مسلماً به، مع اسقاط أي مسافة مهنية مطلوبة. أمس، افتُتحت السفارة الإماراتية في «تل أبيب»، بعد أسبوعين من تدشين السفارة الإسرائيلية في أبو ظبي. خبر احتفت به المواقع الإماراتية وصنفته على أنه «محطة في قطار السلام»، فيما كان لافتاً، التعاطي الإعلامي المحلي مع الخبر، مع تفاوت في المساحة الزمنية. إذ مررت mtv سريعاً خبر افتتاح السفارة الإماراتية، فيما خصصت lbci، دقيقتين من نشرة أخبارها أمس، لتناول هذا الحدث، مع افراد مساحة ترويجية نقلت اجواء الإحتفال أمس بين الطرفين. تعاط يمكن وصفه بـ «النافر» أقدمت عليه المحطة أمس، إذ أخذت تنقل مضامين تصريحات كل من السفيرين الإماراتي والإسرائيلي، وتشيد بالمردود التجاري الذي خلّفه التطبيع بين الكيان وابو ظبي، عدا، نقلها حرفياً ما ورد في الوكالات عن أن مقر السفارة في «قلب المركز المالي لإسرائيل يعكس الدور التعاون الإقتصادي بين البلدين»، كلام عادت ونقلته «الجديد» حرفياً على موقعها الإلكتروني، وكررت كلام السفير الإماراتي محمد آل خاجة كما فعلت lbci، بأنّ «الإمارات وإسرائيل دولتان مبتكرتان ويمكننا تسخير هذا الإبداع في العمل من أجل مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة لبلداننا ومنطقتنا». هكذا، يتسّرب خطاب التطبيع بشكل أقوى من ذي قبل الى الداخل اللبناني، ويدخل ضمن «الأدبيات» الإعلامية اللبنانية بدون اعتراض، وسط ضخ هائل في المال السياسي تقوده الإمارات في الجسم الإعلامي اللبناني، بدأت أثمانه تظهر شيئاً فشيئاً.

0 تعليق

التعليقات