أثناء عملية «سيف القدس»، نشرت مجموعة من المتطوعين فيلماً صغيراً (دقيقتان) من الرسوم المتحركة، موجهاً الى داخل الكيان المحتلّ، يدعو السكان غير الأصليين الى «تجربة الهجرة» والعودة الى وطنهم الأصلي، والسكان الأصليين الى «حمل جواز السفر الفلسطيني». تم تعريف الفيلم (المشرف الفني للمشروع ابراهيم عبد الله) الذي تبنى فكرته عشرات اليهود عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأنه «موجّه الى أكثر الشعوب شهرة بالسفر والترحال»، لتبدأ عملية توجيه النصائح: «احرص على توضيب حقائبك جيداً»، «لا تحمل أسلحتك معك، كي لا يتم توقيفك في وطنك الأصلي»، «أترك مفتاح بيتك جانب الباب، كي نرسل لك الأثاث لاحقاً»... أما من يريد البقاء في فلسطين، فعليه أن «يستبدل جواز سفره بالجواز الفلسطيني»... معظم هذه التوجيهات تم ابرازها في سياق «النصائح الحريصة على مصالح الشعب اليهودي». الفكرة التي أطلقها أحد المخرجين الصاعدين في حزيران (يونيو) 2020، منطلقاً من كلمة للسيد نصرالله أشار فيها الى أنه واثق بأنه سيرى اليوم الذي يعود فيه الإسرائيليون «إلى البلاد التي أتوا منها»، تبنّتها مجموعة من أصدقائه من ذوي الاختصاصات المتنوعة، الذين تعاونوا بشكل تطوعي على كتابة قصة الفيلم ورسم شخصياته. ي قول المخرج جعفر نور الدين «استغرق العمل الكثير من الوقت، لعدم توافر المموّل»، مبيناً أن «اعلامية لبنانية طلبت منا ترجمة الفيلم الى عدة لغات لأن بعض جماعات اليسار في أوروبا قد يتبنون الفكرة، لذلك بدأنا بالبحث عن جهة داعمة، ما أدى الى تأخر انجاز العمل، الى أن بدأت عملية «سيف القدس»، التي فتحت لنا أبواباً متعددة، بسبب زيادة الحماسة على مواجهة العدو»، مبيناً أن «شركة أجنبية متخصصة تبنّت دبلجة الفيلم باللغة الانكليزية ومن ثم استعنا بأصدقاء من دول مختلفة، فاستطعنا ترجمة الفيلم الى تسع لغات أجنبية». أما الانجاز الأهم، فكان «عبر اعلاميين لبنانيين ومتحمسين أجانب ساعدونا على ترويج الفيلم في دول أوروبية وداخل الكيان الغاصب». توزعت المجموعة المتطوعة الى أربع فرق في الكتابة والبحث، الانتاج، الرصد، والتوزيع، فتم التركيز على رصد ردود فعل سكان الكيان الغاصب، التي ساعدت عن غير قصد في عملية الترويج، على وسائل التواصل الاجتماعي، فأحد اليهود وجّه نداء على موقعه يقول فيه للاسرائيليين «احضروا هذا الفيلم، انه يحمل نصيحة جيدة لنا». وهذا بحسب أحد المتطوعين في انجاز الفيلم «يؤكد وجهة نظرنا، بأن بين اليهود وسكان الكيان المحتل، من يريد العودة الى بلاده الأصلية، ويسعى الى اقناع الآخرين بذلك، ورسالتنا مساعدة هؤلاء وخلاص فلسطين»، مؤكداً أن «النصائح الموجهة في الفيلم، هي صادقة لليهود المقيمين في فلسطين، مبنية على قاعدة أن هؤلاء يصدقون كلام السيد ولا يصدقون كلام قادتهم، ويجب التأكيد لهم بأن أرض الميعاد كذبة، وهم ضحاياها. يسعى المتطوعون في وكالة الشيخ جرّاح الى ترجمة الفيلم الى اللغة الروسية، وجمع كل ردود فعل سكان الكيان الغاصب، للبدء بانتاج أفلام جديدة تدعم قضيتهم، وتشتت أعداءهم، مع «ضرورة الحفاظ على سرية العمل وعدم الافصاح عن هوياتهم الشخصية، خوفاً من تدخل أجهزة المخابرات الاسرائيلية، ومعها فرق الهاكر التي قد تعرض مصالح المتطوعين للخطر، خصوصاً أن من بينهم أجانب ومواطنين فلسطينيين».