قال ممثلون للمكاتب الصحافية التي دمّرها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، أمس السبت، إنّ تل أبيب تمارس سياسة الإرهاب وتسعى إلى حجب الصوت والصورة الفلسطينيين. ووصف الإعلاميون، في تصريحات صحافية مختلفة، استهداف مقرّاتهم بـ «السياسة الإجرامية». وأجمع هؤلاء على أنّ «إسرائيل» تخالف القوانين والأعراف الدولية التي تدعو لحماية الصحافيين أثناء النزاعات المسلّحة.تقع المكاتب الصحافية المذكورة في برج الجلاء في غزة، الذي دمّرته المقاتلات الإسرائيلية الحربية أمس السبت. وهو يضم مكاتب قناة «الجزيرة» القطرية، ووكالة «أسوشييتد برس» الأميركية، وشركة «الميادين» الإعلامية، وإذاعة «صوت الأسرى». يتكوّن البرج من 13 طبقة، ويضم نحو 60 شقة سكنية تقطنها عائلات، بالإضافة إلى مكاتب لأطباء ومحامين، وقد تم تدميره بشكل كامل.
في سياق متصل، وبحسب إحصاء للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة ومصادر محلية أخرى، فقد أصابت قوات الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن أكثر من 10 صحافيين بجروح متفاوتة، فيما دمّرت 32 مقرّاً ومؤسسة إعلامية، و5 منازل يقطنها صحافيون في غزة، منذ يوم الإثنين الماضي.
في هذا الإطار، وصف الرئيس التنفيذي لـ «أسوشييتد برس» غاري برويت الضربة بأنّها «تطوّر مزعج بشكل لا يصدق»، مشيراً إلى أنّ 12 صحافياً ومتعاقداً من العاملين بالوكالة كانوا في المبنى الذي تمّ إجلاؤه في الوقت المناسب.
وأضاف في بيان: «شعرنا بالصدمة والذعر عندما علمنا أنّ الجيش الإسرائيلي سيستهدف ويدمر المبنى الذي يضم مكتب «أسوشييتد برس» ومكاتب مؤسّسات إعلامية أخرى في غزة... لن يعلم العالم الكثير عمّا يحدث في غزة بسبب ما حدث اليوم».
من ناحيتها، قالت الحكومة الأميركية الداعمة للهمجية الإسرائيلية إنّها طلبت من حليفتها «ضمان سلامة الصحافيين»، فيما لفتت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، على تويتر، إلى أنّه «تواصلنا مباشرة مع الإسرائيليين لضمان أنّ سلامة وأمن الصحافيين ووسائل الإعلام المستقلة مسؤولية أساسية».
من ناحيته، وصف المدير العام بالوكالة لشبكة «الجزيرة» الإعلامية، مصطفى سواق، الهجوم بأنّه «وحشي» وطالب بتحرك دولي لمحاسبة «إسرائيل» وتحميلها المسؤولية. وتابع في بيان: «هدف هذه الجريمة هو إخراس الإعلام المهني الحرّ وإخفاء حقيقة ما يتعرّض له أهل غزة من قتل وتدمير ووحشية».
علماً بأنّ ما جرى استدعى ردود أفعال مستنكرة من دول ومؤسسات وجهات فاعلة من حول العالم.