على الرغم من التضييق والرقابة المفروضة من قبل كبريات شركات التكنولوجيا على المحتوى الفلسطيني، فإن الأخير استطاع توسيع رقعته عربياً وعالمياً، لنقل ما يحصل في فلسطين. مع العدوان الوحشي الذي تشنّه قوات الإحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وعمليات التنكيل والإعتداءات المتكررة على مصلّي «المسجد الأقصى»، تفاعل العالم بأجمعه وربما كانت مشهدية جامعة للمرة الأولى، شجباً لما يحصل في الأراضي الفلسطينية، وايضاً فرحاً لما تحققه المقاومة الفلسطينية من دكّ لأهداف في عمق الأراضي المحتلة. مشهدية أعادت الى الشارع العربي ما حققته المقاومة اللبنانية إبان عدوان تموز 2006. هكذا، استطاعت الفيديوات المسجلة على الهواتف نقل الحدث بدقة، ومعها الناشطون الفلسطينيون الذين أسهموا في نقل الصورة، ووحشية العدوان. وعلى الرغم من الرقابة المفروضة، وانحياز وسائل التواصل للسردية الإسرائيلية، استطاعت هذه المساحة الافتراضية، أن تحدث خرقاً، وتقارع خنوع القنوات الخليجية على وجه التحديد، التي ما لبثت أن تحوّلت الى منابر اعلامية تنطق بالرواية الإسرائيلية وتهدد وتتوعد الفلسطينيين. على رأس هذه القنوات «العربية» التي لم تعط الحدث الفلسطيني المساحة الكافية، وراحت تهمشه على حساب قضايا أخرى أقل أهمية، عدا اعتمادها لغة التهويل على الدوام، حيال الفلسطينيين، ونقل لحظة بلحظة ما يصدر عن الجهات العسكرية والسياسية الإسرائيلية. أمس، وأثناء نقل القنوات لكلمة مسجلة لرئيس المكتب السياسي في حركة «حماس»، اسماعيل هنيّة، قاطعت القناة السعودية الكلمة، وراحت تنقل كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولرئيس أركان جيش الإحتلال أفيف كوخافي، ووزير الدفاع بيني غانتس. على غرار ما فعلته أيضاً قناة «سكاي نيوز» الإماراتية، التي لم تختلف تغطيتها المنحازة اسرائيلياً عن زميلتها السعودية، والتطبيل لحجم الدمار الذي تحدثه الغارات الصهيونية على قطاع غزة، والتغّني «بالقبة الحديدية» الإسرائيلية!