ما زالت العيون شاخصة الى فلسطين، الى الملحمة التي يسطرها أبطالها، بعد تصعيد قوات الإحتلال واقتحامهم «المسجد الاقصى» أمس، واعتدائهم على المصلين، مع وقوع أكثر من 400 إصابة، لتمتد النيران الى غزة التي استنصرها المقدسيون، وإذ بها تلبي النداء وتطلق المقاومة هناك صواريخها، وتتعرض بدورها لعدوان وحشي أوقع شهداء من ضمنهم أطفال، جرى تشييعهم اليوم وسط غليان انسحب على باقي المدن الفلسطينية حتى تلك الواقعة مباشرة تحت الإحتلال الإسرائيلي. هذه الأحداث المتصاعدة، وفرض المقاومة الفلسطينية معادلات عسكرية جديدة، أدت في نهاية المطاف الى انسحاب شرطة الإحتلال الإسرائيلي من باحات «المسجد الأقصى» بشكل كامل، وسط صمت عربي ودولي فاضح. الهبّة الفلسطينية التي شبهت بالإنتفاضة الأولى، ألهبت ربما للمرة الأولى، الشعوب العربية بكل أطيافها. هذا ما بدا على مواقع التواصل الإجتماعي، في الساعات الأخيرة، التي امتلأت بوسوم حول ما يحدث في فلسطين، واستحالت هذه المنصات منابر للدعم والتحشيد، في مقابل خنوع الإعلام العربي وحالات الرقابة والقمع التي تفرضها شركات التكنولوجيا العملاقة وتعمدها حذف المحتوى الفلسطيني والتعمية على ممارسات الإحتلال. أمس، برزت مدينة «اللدّ» التي انتفضت بدورها، كما باقي المدن الفلسطينية الواقعة تحت ما يسمى «الخط الأخضر». انتشر فيديو بشكل مطرد، لشاب فلسطيني ينتزع علماً اسرائيلياً كان مرفوعاً على عامود للإنارة، ووضع مكانه العلم الفلسطيني، كما انتشرت صورة احتراق سيارة أحد المستوطنين هناك. الى جانب فيديو آخر، يظهر احد مشايخ قرية «الشيخ الجراح» يقوم باخافة مستوطن اسرائيلي، بطريقة ساخرة.