الأنظار كلها تتجه الى «القدس»، وتحديداً الى «المسجد الأقصى»، حيث يقاوم الفلسطينيون والمرابطون هناك ببسالة، اعتداءات قوات الإحتلال الإسرائيلي واقتحامه للمسجد واعتقاله عشرات الفلسطينيين واصابة العديد منهم بالرصاص المطاطي. مقاومة امتدت الى الأحياء المحيطة وابرزها حي «الشيخ الجراح» الذي يناضل أهله أيضاً ضد محاولات اقتلاعهم من أرضهم. كل هذه الأحداث التي تهيمن على المشهد حالياً، رافقتها صور طبعت في الذاكرة، وحلّت كأيقونات اختصرت شجاعة الفلسطينيين. هكذا، انتشر فيديو تكبيل «مريم» الشابة الفلسطينية، التي وضعت الأصفاد في يديها، وإذ بها تنظر الى جلادها وتبتسم. ابتسامة عهدناها قبلاً للعديد من المعتقلين الفلسطينيين الذين يواجهون الإحتلال بهذه العزيمة والطمأنينة والتيقن من النصر. الى جانب مريم، حضرت صور أخرى على السوشال ميديا، لنساء ورجال بواسل استطاعوا الوقوف من جديد رغم وجوههم المدماة واطفاء عيونهم. انتشار الصور والفيديوات أسهم بشكل كبير في التحشيد لما يحصل حالياً في القدس المحتلة، على الرغم من تعمّد كل من فايسبوك وانستغرام وتويتر الى حذف المنشورات التي توثق وحشية الإحتلال، ضمن سياسة الإسكات والتغطية على جرائم الإحتلال في اخلائه القسري للأحياء الفلسطينية وعلى ممارساته العنصرية.
التحشيد أيضاً أسهمت به، مجموعة أصوات من الفنانين والمشاهير الذين لهم ثقلهم في العالم الإفتراضي، غرّدوا ودوّنوا تضامناً مع القدس وأهلها. ومن بين أبرز هؤلاء الممثل المصري محمد هنيدي، الذي لاقت تغريدته ضجة واسعة على تويتر، واستنكر فيها التهجير القسري للفلسطينيين وأيضاً الصمت الدولي حيال ما يحصل هناك. وبعد حملات التضامن من قبل كل من الفنانين درّة وكيندا علوش، وهند صبري، وكارول سماحة، وناصيف زيتون وأحمد مكي وغيرهم، دخل على الخط النجوم الأتراك وعلى رأسهم الشيف بوراك، الذي دوّن بالعربية: «قلبي وروحي فداء للقدس». ومن النجوم الأجانب برز الفنان البريطاني روجر ووترز، الذي شبّه ما يحصل في القدس بالإبادة الجماعية، كما أعربت عارضة الأزياء الفلسطينية الأصل بيلا حديد عن حزنها لما يحصل في القدس ودونت قائلة: «أشعر بألم أجدادي وأبكي على إخواني وأخواتي الفلسطينيين هناك، هذا يجب أن يتوقف، نحن فخورون بأن نكون فلسطينيين ونقف مع فلسطين».