قبل 28 عاماً، أقرّت «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة» (اليونسكو) «ييوم الصحافة العالمي»، في الثالث من أيار (مايو)، للوقوف على أوضاع مهنة الصحافة في العالم، والإضاءة بشكل أكبر على الإنتهاكات التي تمسّ حرية التعبير، وللتذكير أيضاً بمجموع الصحافيين الذين قضوا إما إعتقالاً أو اغتيالاً لدى القيام بمهامهم المهنية. وبهذه المناسبة، التي احتفى بها الصحافيون والناشطون عبر وسائل التواصل الإجتماعي، أعادوا التذكير بضرورة حماية الطواقم الصحافية من المضايقات ومقارعة سياسة الإفلات من العقاب لمرتكبي الجرائم بحق هؤلاء، الى جانب نشر ملصقات توثق عبر تقنية الانفوغراف هذه الإنتهاكات. ومن بين البلدان التي احتفلت بهذا اليوم تونس، التي تعد من بين البلدان الأكثر احتراماً لحرية الصحافة، وقد احتلت بحسب تقرير «منظمة مراسلون بلا حدود» الصادر أخيراً، المرتبة الأولى عربياً، وقد اطلقت اليوم شعار «المعلومات منفعة عامة»، في محاولة لترجمة «الدور الحيوي لوسائل الإعلام بمختلف أنواعها فى إيصال المعلومة الصحيحة والموثوقة إلى الرأي العام»، مع التأكيد على التزامها التام بضمان الحق فى حرية الرأي والتعبير. تونس دعت أيضاً، الى «ضرورة توفير الآليات اللازمة للوقاية والحماية من خلال اعتماد أحكام ملزمة ضامنة للمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب». وفي فلسطين، وثّقت «وزارة الإعلام» في غزة، عدد الصحافيين الذين تعرضوا لانتهاكات واعتداءت مباشرة من قبل سلطات الإحتلال، وصلت الى 778 انتهاكاً بين العامين الماضي والحالي. وفي بيان لها، كشفت الوزارة عن أشكال الانتهاكات والاعتداءات التي يتعرض لها الصحافيون الفلسطينيون، من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والتي زادت وتيرتها خلال انتفاضة «القدس» الحالية، بما في ذلك تعرّضهم لمختلف أنواع الانتهاكات كالاعتداء الجسدي وإطلاق النار عليهم، والاعتقال، والقتل، وإغلاق مؤسساتهم الإعلامية. كما ركز البيان على استمرار الاحتلال في «ضرب المبادىء الأساسية لحرية الصحافة، من دون أدنى اهتمام بالمواثيق والأعراف الدولية الضامنة لحرية الصحافة».