مع احكام فايسبوك قبضته على الناشطين والصحافيين وحذف صفحاتهم عن منصته لكتم أصواتهم (آخر الاجراءات حذف صفحة المناضل الفلسطيني مروان البرغوثي)، يتجه الفلسطينيون على وجه التحديد الى تطبيقات أخرى، استطاعت احداث تأثير واسع في الايام الماضية. فبعد انتصار المقدسيين على قوات الإحتلال في هبّة «باب العمود»، وازالتهم الحواجز التي تمنعهم من دخول «المسجد الأقصى»، برز تطبيق «تيك توك» كإحدى المنصات الرئيسية التي أسهمت في تحشيد المقدسيين ومساندة المشتبكين مع قوات الإحتلال نظراً إلى الانتشار السريع للفيديوات القصيرة على متنه. بعدما عرف التطبيق الصيني بتركيزه على النواحي الترفيهية واستهدافه فئة الشباب، ها هو يسهم في تحقيق هذا النصر على الإحتلال بعدما تحوّل الى منصة لدعوة الناس الى التجمع والدفاع عن المقدسات، وأسهمت في ذلك طبيعة التطبيق الذي لا يحتاج الى دعوة الأصدقاء بشكل مباشر لمشاهدة الفيديو كما الحال على فايسبوك وانستغرام، بل يكفي وضع الشريط وبث الدعوة من خلاله. وايضاً، نجح المقدسيين في ايصال المحتوى على نطاقهم الجغرافي، إذ يتيح «تيك توك»، الوصول الى المستخدمين المباشرين في المحيط الجغرافي عينه، من دون اللجوء الى خاصيات أخرى كالفلترة أو استخدام «التوصيات» Recommendations المباشرة، كذلك تسهم خوارزميات التطبيق الصيني في اتاحة التصفح للمستخدمين للفيديوات المشابهة، مما يساعد بالطبع في انتشار أكبر للفيديوات حول القضية عينها وتحشيد المتابعين.