مع التدهور الإقتصادي والنقدي الحاصل في لبنان، وغلاء الأسعار بصورة جنونية، اتجت الأنظار من جديد الى قضية الفوط الصحية النسائية. قبل أشهر، فتح النقاش حولها حين غيّبت وزارة الاقتصاد الدعم عن هذه المنتجات التي تعدّ أساسية لدى النساء، وتدحرجت وقتها الكرة، نحو تنظيم حملات الكترونية، وتحرك بعض الجمعيات النسائية المحلية والدولية، لمساعدة النساء في لبنان، على تأمين هذه المستلزمات. لكن، بالطبع تبقى هذه المساهمات مؤقتة ومحدودة نظراً إلى عدد النساء، وأيضاً إلى حاجتهن في هذا المجال. ومع تحرك دول اوروبية وآسيوية نحو اعتماد مجانية الفوط الصحية أو اقله خفض الضرائب على هذه السلع، انطلقت مجدداً على السوشال ميديا، «الحملة الوطنية لمجانية الفوط الصحية»، مع وجود أكثر من 3 ملايين امرأة بحاجة ماسة الى هذه السلع في لبنان عدا طبعاً باقي الجنسيات العربية والأجنبية المتواجدة على الأراضي اللبنانية. وكما يبدو، لا تكتفي الحملة برفع الصوت، أو توجيه الأنظار الى هذه القضية، بل تسعى أيضاً الى ايجاد حلول اقتصادية جذرية في هذا الخصوص، من خلال البحث عن مستثمرين وصناعيين محليين، يستطيعون سد هذه الحاجة، بعيداً عن المصالح الربحية الخاصة، الى جانب نية التشبيك مع جهات تعنى بقضايا المرأة، من جمعيات ومنظمات أهلية، لتأمين بدائل تستطيع الوصول الى شرائح واسعة من النساء.