«أبقى زي الفراشة بتنقّل من وردة لوردة، آخد منها الريحة والعسل وأروح وردة تانية». جملة سبق أن قالها الممثل المصري محمد فرّاج في مقابلة مع النجمة إسعاد يونس ضمن برنامجها «صاحبة السعادة» (dmc) في إطار تأكيده على أنّ سحر الممثل يظهر عند اختلاف أدواره. يومها، شدّد الفنان البالغ 38 عاماً على أنّه لا يحبّ حصر نفسه في أدوار معيّنة، وأنّه يرغب في أن يكون مؤثّراً في مهنته عن طريق تحقيق المتعة لنفسه وللمشاهد الذي يصدّق الشخصية التي يلبسها. ولعلّ حضوره في رمضان 2021، دليل واضح جداً على هذا.لم يكن طريق محمد فرّاج مفروشاً بالورود، بل هو صاحب مشوار من المثابرة والاشتغال على النفس. بعد الثانوية العامة، قرّر مشجّع نادي «الأهلي» لكرة القدم الالتحاق بمعهد السينما، ما شكّل صدمة لأسرته. لذا لم يبق هناك طويلاً، قبل أن يلتحق بكلية التجارة ويشارك في أعمال على المسرح الجامعي، ثم انضم إلى ورشة «مركز الإبداع» في دار الأوبرا ليتخرّج ضمن مجموعة من الشباب. البداية كانت على الخشبة في عام 2000، ليسلك بعد ثلاث سنوات طريق السينما عبر «إوعى وشّك».
ممثّل موهوب، يؤدّي فروضه جيّداً، قادر على إقناع المشاهد بكلّ الأدوار التي يؤدّيها. صحيح أنّه قد يوحي بأنّه لا يبذل الكثير من الجهد لفعل ذلك، غير أنّ الواقع مغاير تماماً. وهذه نقطة تُسجّل لمصلحته طبعاً! محمد فرّاج فنان يطوّع كل أدواته ــ الجسدية والتقنية ــ في سبيل الشخصية، متسلّحاً بحضور قوي وعزيمة على التطوّر والتجديد، ناهيك بالملامح الطبيعية والقريبة من الناس، البعيدة كلّ البعد عن لوكات بعض أبطال الأعمال الهجينة الذين حوّلهم مبضع طبيب التجميل إلى أشباه «كين»؛ زوج «باربي»!
بين التراجيديا والكوميديا والأكشن والمغامرة، يتنقّل محمد فرّاج بمزاج عالٍ، سواءً على الشاشة الصغيرة أو الكبيرة. إنّه المدمن المتعافي «آدم» في «قابيل»، الموسيقي الحسّاس «علي بحر» في «أهو ده اللي صار»، العسكري «هلال» في «الممرّ»، المجرم «سيّد» في «الصندوق الأسود»، كما أنّه مهووس بالتجسّس «سوني» في «هذا المساء» و«رجب الفرخ» في «بدون ذكر أسماء» اللذين حملا توقيع المخرج تامر محسن. بين الأخير وفرّاج انسجام مهني كبير وجليّ، تُرجم في سلسلة من الأعمال، منها: «تحت السيطرة» و«قط وفار» وصولاً إلى «لعبة نيوتن» في شهر الصوم الحالي.
يرى الفنان المصري أنّ سحر الممثل يظهر عند اختلاف أدواره


في هذا المسلسل الذي تولّاه تامر محسن كتابةً وإخراجاً، يطلّ فرّاج بدور «مؤنس»، وهو محامٍ مصري سلفي مقيم في الولايات المتحدة، حيث يدير مجموعة من المشاريع الناجحة. وراء قناع الطيبة والاحترام والرغبة في فعل الخير ومساعدة الآخرين، من الواضح أنّ هذه الشخصية النافذة تخفي شيئاً لم يتضح بعد حتى عرض الحلقة السادسة. وقد أثارت الشخصية قلق المتابعين بسبب نظراتها «المريبة» لـ «هنا» (منى زكي)، فيما يبدو أنّ سيكون لـ «مؤنس» دور أساسي في الأحداث.
أما في «ضدّ الكسر» (تأليف عمرو الدالي، إخراج أحمد خالد)، فنراه بثوب «كريم الدمنهوري» الذي يعمل في مجال العقارات. لغاية كتابة هذه السطور، لا يزال الرجل على رأس قائمة المشتبه فيهم في محاولة قتل زوجته المدوِّنة المتخصّصة في مجال الطعام «سلمى» (نيللي كريم). يَظهر في مشاهد الـ «فلاش باك» شخصٌ لا يخلو من التناقضات، محبّاً لزوجته حيناً خصوصاً أمام الناس وجمهورها على السوشال ميديا، وخائناً في أحيان أخرى على سبيل المثال. فهل يكون ضالعاً فعلاً في ما جرى لزوجته التي لا تزال في غيبوبة؟
وفي رمضان 2021، يحلّ محمد فرّاج ضيفاً على بعض حلقات «خلّي بالك من زيزي» (تأليف مريم نعوم، فكرة وسيناريو وحوار منى الشيمي وإخراج كريم الشناوي). وفيه يؤدي دور شخصية جذّابة وكوميدية، هي الممثّل المعروف وأستاذ التمثيل «أحمد». شخص فيه صفات مشتركة بين الفنانين عموماً، كالمزاجية والحساسية، إلا أنّه في الوقت نفسه يقدّس المواعيد ومهووس بالتفاصيل.
وعلى خطٍّ موازٍ، يطلّ فرّاج ضيف شرف في الجزء الثاني من مسلسل «الإختيار» (تأليف هاني سرحان، إخراج بيتر ميمي)، في دور المهندس «شاكر» (اسمه الحركي «معتصم») الذي يُظهره صنّاع العمل كـ «تكفيري» منتمٍ إلى «خلية مدينة نصر».

*«خلّي بالك من زيزي»: «mbc مصر» (س: 22:30) و«شاهد VIP»
*«لعبة نيوتن»: dmc (س: 21:00)، «دبي» (س: 23:00)، OSN (س: 23:00)، «رؤيا» (س: 22:00) و«شاهد VIP»
*«ضدّ الكسر»: cbc (س: 23:15)، «دبي» (س: 19:00) و«شاهد VIP»
*«الإختيار 2»: ON E (س: 23:00)، «أبو ظبي» و«art حكايات» (س: 00:00)، Watch IT و«شاهد VIP»


اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا