... ووقعت «الجديد» في غرام «الحكيم»!

  • 0
  • ض
  • ض
... ووقعت «الجديد» في غرام «الحكيم»!
«خصصت المحطة مقدمة تغزلت فيها بسمير جعجع

منذ قرار قناة «الجديد» تشكيل جبهة معارضة شرسة في وجه رئاسة الجمهورية وتيارها السياسي، راحت تستخدم شتى أنواع الأساليب لتنفيذ هذه الأجندة على شاشتها. هكذا، عملت على إعلاء السقف في نشراتها الإخبارية بوجه التيار البرتقالي. وقد وصل هذا الهجوم في بعض الأحيان الى حد الإسفاف، مروراً بالبرامج السياسية الحوارية، التي أخرجت وجوهاً للمرة الأولى على شاشة «الجديد» يتسم بعضها بالعداء المباشر لميشال عون وفريقه السياسي. ومنذ أشهر، وضمن سياسة القناة في خوض هذه المعركة، فتحت غزلاً مباشراً مع «القوات» واستنجدت بها مرات عدة في مقدمات نشراتها الإخبارية، بعدما صوّرتها كـ«منقذ» للبلاد بعد الأزمة المستعصية التي تمر بها. دعوات لم تلق أي نتيجة، بل كانت بخلاف ما أرادت القناة، تلقي بظلال سلبية، وعدم اكتراث «قواتي». هكذا، أرادت «الجديد» استخدام الورقة القواتية بوجه «العونيين» علّها تنجح في معركتها. وليست استضافة رئيس حزب القوات سمير جعجع أمس، ضمن برنامج «وهلق شو» إلا تكريساً لأدوات هذه المعركة. معركة أخذت «الجديد» الى ضفة أخرى، مع وضع قناع فريق «اليمين المسيحي»، الذي قامت على ما يبدو بأدواره بالنيابة عنه. في الحلقة التي امتدت لساعتين من الوقت، لم يتوان جورج صليبي ومن خلفه طبعاً، فريق الإشراف والإعداد في الحلقة، عن النفخ بجعجع، وتصوير المقابلة على أنها مصيرية، تشكل مفتاحاً لحل الأزمة السياسية الراهنة، وحتى عُمل على تضخيم حجمها والإيحاء بأن ملايين المشاهدين في انتظارها! هكذا، أخبرنا صليبي، بكمّ الإتصالات والأسئلة التي «انهالت» على البرنامج قبيل إطلالة «الحكيم»، الذي حظي بدوره، بمقدمة رنانة راحت تتغزل بـ«القوات» وبـ«حكيمها»، «الذي يجلس في معراب على تلته ويراقب الإنهيار»، وبيده «المشاركة في الحل». طبعاً، مضمون المقابلة لم يأت بجديد مع تكرار جعجع لمواقف «القوات»، ومساهمته في التصويب على «العهد» وعون، مبرراً حفلة «التسويات» التي خاضها فريقه مع «العونيين» وأدى في نهاية المطاف الى انتخاب عون رئيساً للجمهورية. في المحصلة، لم تصب استضافة جعجع على «الجديد»، الا في خانة استكمال المحطة حربها ضد عون وفريقه السياسي، مع سياق يوحي بالسخرية بعدما أوقعت المحطة نفسها في جيب القنوات المسيحية اليمينية، التي يبدو أنها تفوقت عليها، مع فارق أن هذه القنوات منسجمة مع خطها السياسي، فيما «الجديد» تنفذ اجندة سياسية واضحة لا تعبأ بهويتها التي قامت عليها في الأساس، ومستعدة للتلّون كلما دعت «الحاجة».

0 تعليق

التعليقات