يقدم برنامج «ع غير كوكب» على mtv، نفسه، كمساحة ترفيهية، تحاول إضفاء اجواء من «الفرفشة» والموسيقى و«الهيصة» وسط السوداوية التي تزنر اللبنانيين. الا أنه لم يكن مفهوماً المساحة السياسية التي يفرضها البرنامج وتتغير أحوالها من حلقة الى أخرى، من مساحة للإنتقاد و«النق» العام، الى التصويب على جهات سياسية بعينها دون غيرها. فقرة «salam عليكن» التي يعدها ويقدمها سلام الزعتري، و يدّشن بها البرنامج، باتت بالفعل مكشوفة، مع حرص الزعتري على تغليفها بالنكات والسخرية. الا أن المدقق في طريقة توليفها، يدرك جيداً لعبتها السياسية. أمس، وعلى مدى أكثر من 10 دقائق، طالعنا الزعتري بقراءة خاصة للأوضاع الإقتصادية، وللتظاهرات التي تعمّ المناطق اللبنانية. الفقرة التي تتوزع بين تقارير سريعة وبين مداخلة من الزعتري، لم تر في «الطبقة الفاسدة» سوى صور لنبيه بري والسيد حسن نصر الله وميشال عون، حصراً. هكذا، تتالت هذه الصور أمام المشاهد، دون غيرها، ولحقها حديث عن أسباب الإنهيار التي من ضمنها كما قال الزعتري «سياسات حزب الله» التي «استجلبت» العقوبات الأميركية! وفي معرض استعراضه لحركة الشارع، وادعائه بأن الكل بات يشتم «كلن يعني كلن»، لم نشاهد في هذه الفقرة، سوى اعادة تدوير لشتائم سيقت بحق عون وباسيل، وانتقادات صدرت عن البيئة المقربة من«حزب الله». هكذا، نفهم بأن «كلن يعني كلن» لدى الزعتري والبرنامج، هم حصراً هؤلاء الساسة، من دون المسّ بغيرهم ولو على سبيل الذكر. وبهذا، يكون الزعتري قد مرّر رسائله السياسية ورسائل المحطة من خلفه، صوب هذه الأطراف، مغلفة بضحكة من هنا، وموقف كوميدي من هناك، في سياق التذاكي على المشاهد. والأنكى أن كل هذا المضمون يقدم ضمن برنامج ترفيهي. فهل يحتمل الأخير هذه المساحة السياسية الثقيلة؟ وماذا عن الإنتقائية والإنحياز وفرض الأجندات؟ بات لزاماً على «ع غير كوكب» الفصل بين النمطين واللذين إن تداخلا بهذا الشكل، فبالتأكيد نكون أمام لعبة مفضوحة قد لا يحتملها البرنامج في الأصل!