لماذا لم تهزّ جريمة زينة كنجو الرأي العام اللبناني؟

  • 0
  • ض
  • ض
لماذا لم تهزّ جريمة زينة كنجو الرأي العام اللبناني؟
لم يمارس الإعلام المحلي دوره في الملاحقة والتعمق في قضية العنف الأسري

زينة كنجو المرأة التي قضت قبل يومين، مقتولة في بيتها الزوجي في عين المريسة، تحوّل خبر مقتلها خنقاً، من قضية رأي عام الى مجرد حادثة عنف أسري تنضم الى باقي النساء اللواتي قتلن على أيدي أزواجهن، كيف ذلك؟ مع توارد الأخبار عن الجريمة التي وقعت في بيروت أول من أمس، وخروج تكهنات حول تفاصيل الجريمة والخلاف بينها وبين زوجها، اتجه الإعلام اللبناني أمس، بجلّه الى الإكتفاء بايراد تفاصيل عن أسباب الجريمة، واستصراح أهل الضحية الذين أصروا على تحقيق العدالة وانزال أشدّ العقوبات بالقاتل، فيما ركز هذا الإعلام على اعادة نشر صور وفيديوات، منها ما يتعلق بعمل الضحية كعارضة أزياء والمشاركة في مباريات جمالية، ومنها ما يندرج ضمن الأمور الشخصية التي سبق لكنجو أن قامت بنشرها لتبيان مدى حب زوجها لها. في التقارير الإخبارية التي بثت امس على الشاشات، وعُمل على تأخير بثها الى منتصف النشرة تقريباً، تراوحت ما بين تقارير سريعة أعادت سرد الحادثة، والرواية الأمنية حول الجريمة، وبين تقارير مفصلة راحت تنقل تسجيلات للزوج كانت قد استدرجته اليها شقيقة الضحية. ومع كل ما ورد أمس، عن تفاصيل الخلاف بين الزوجين، وطريقة مقتل الشابة اللبنانية، ظلت نقاط جوهرية عالقة، مرّ عليها الإعلام مرور الكرام، لعلّ أبرزها، البحث في الشكوى التي سبق للضحية أن قدمتها تتهم فيها زوجها بالتعنيف. لماذا لم تتابع ويعمل فيها، حتى وصلنا الى حصول هذه الجريمة؟ فضلاً عن الإضاءة بشكل أكبر على الارتفاع الهائل في أرقام النساء اللواتي وقعن ضحية العنف الأسري، سيما خلال فترة الإقفال من جائحة كورونا. هكذا، تلهى بعض الإعلام بالتغزّل بجمال الضحية، واستعراض صورها وسرد قضيتها كحادثة أو كخبر عابر يمرّ مرور الكرام، في وقت كان لافتاً فيه أيضاً، نوع من الركود على السوشال ميديا، حيال هذه القضية، وقد كانت قبلاً تحرّك جيوشاً من المعترضين/ات والمطالبين/ات بتحقيق العدالة، والتشدّد في عقوبة القتلة. فهل بات المجتمع مخدراً جراء ما يمرّ به من أزمات متلاحقة أرهقت كاهله، حتى بات يتعامل مع جريمة مماثلة كخبر عادي يومي؟ وماذا عن الإعلام الذي تخلّى عن دوره في الملاحقة والتعمق أكثر في هذه القضايا؟ ربما لحسن الحظ هنا، أن جريمة كنجو لن تخضع لمتاجرة إعلامية بعد أفول ما يسمى بالبرامج الاجتماعية.

0 تعليق

التعليقات