المواجهات العنيفة التي دخلت يومها الرابع في طرابلس أمس، مع تسجيلها لسقوط ضحية وآلاف الجرحى من المحتجين الغاضبين ومن قوى الأمن الداخلي، احتجاجاً على قرار الحكومة الإقفال العام في البلاد بسبب جائحة كورونا، من دون الإلتفات الى الأوضاع المعيشية الصعبة، قلبت المعادلة التلفزيونية او بمعنى أدق «خرّبت» البرمجة على بعض القنوات (الجديد-mtv- lbci) التي باتت تنقل في فترة المساء هذه الإحتجاجات وتفتح الهواء لساعات طويلة من البث. لكن مع كل حدث من هذا النوع، يدفع دائماً المراسلون الميدانيون ومعهم المصوّرون الثمن الأكبر. فقد تعرض عدد من هؤلاء في الايام السابقة الى اعتداءات مباشرة، ومنهم من أصيب باختناق جراء تنشق الغاز المسيّل للدموع، لنكون أمس، أمام اعتداء على الهواء تعرّض له مراسل «الجديد» غدي بو موسى الذي كان ينقل صورة الإحتجاجات ويستصرح الغاضبين في الشارع، وإذ به يتوقف فجأة على الهواء وتقطع رسالته أمس، جراء تحطيم كاميرا المصوّر، والإعتداء الجسدي على بو موسى. والسبب كما أوضح في رسالة لاحقة في نشرة الأخبار، أن مجموعات قدمت تجاه الفريق، وقامت بشتم رئيس مجلس إدارة المحطة، وانهالت بالضرب على المراسل وحطمت الكاميرا، فيما استطاع المصوّر الآخر انقاذ كاميرته، وحتى فريق المحطة تمكن من الفرار بعد مساعدة بعض المحتجين لهم. فقد اعتقد هؤلاء المعتدون كما فسّر المراسل في رسالته بأن «الجديد» تبنّت بيان قوى الأمن الداخلي الذي تلي على الهواء، وفيه إعلان عن «حقها في الدفاع المشروع عن مراكزها بكل الوسائل»، بعد خرق الباب الرئيسي للسراي في طرابلس ومحاولة الدخول من أكثر من جهة ورمي المولوتوف على العناصر وحرق وتضرر عدد من الآليات. هكذا، يحوّل المراسل والمصوّر الى مكسر عصا، و«يشرَّع» الاعتداء بحقهما، رغم صعوبة النقل المباشر هناك، مع أرضية خصبة غاضبة تخرج شتائمها على الهواء، اضافة الى غياب أي ضبط لها.