سريعاً، تتساقط أوراق التوت، معرّية الإعلام اللبناني بعد تحرّك القضاء السويسري وطلبه من السلطات اللبنانية التعاون بشأن التهم الموجهة الى الحاكم وشقيقه ومساعدته، حول تحويلات مالية، واختلاسات وعملية تبييض الأموال. بعد mtv، طالعتنا «الجديد» أمس، بالدفاع عن حاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة. هكذا، حجزت مساحة وافرة لسلامة في نشرة أخبار المحطة أمس، التي بدأت مقدمتها مستندةً الى ما أسمته «مصادر مقرّبة الى الحاكم»، وتأكيدها بأن لا «ادعاء من سويسرا بل استفسارات عن البنك المركزي»، ونفيها المبالغ التي تم تداولها إعلامياً، الى جانب إعلان المحطة بأن سلامة ماض في تشكيل «جبهة دفاع» بعد توجهه الى سويسرا. بعد هذه الاستهلالية، تكرّر المضمون عينه في تقرير إخباري، امتد على ثلاث دقائق من الوقت، تولّى تقزيم القضية واعتبار أن ما يثار حالياً لا يشمل الإدعاء القضائي بل مجرد «استفسارات عن البنك المركزي». التقرير الذي بدا أقرب الى بيان صحافي صادر عن سلامة، كرر عبارة «مصادر»، وأرجع الأموال التي حكي عنها في الإعلام، الى تحويلات شركة شقيق سلامة «القانونية والشرعية». وختم التقرير بالتأكيد على أن سلامة سيذهب الى سويسرا ليدافع عن نفسه، وطبعاً، حاول إثارة نوع من الهلع حين رَبط ذهاب سلامة من المصرف المركزي بخراب البلاد! هكذا، تعمّم رواية حاكم «مصرف لبنان» على بعض الإعلام اللبناني، وآخر الملتحقين: «الجديد» التي سريعاً ما انضمت الى قناة «المر» وباتت تردد الرواية عينها على شاشتها من دون حياء، أو حتى اعتبار لعقل المشاهد. واللافت هنا، بل المثير للسخرية أن هاتين القناتين تنطّحتا قبل عام، واندرجتا ضمن «قنوات الثورة»، وها هما اليوم، تعودان بشكل علني الى أحضان المصارف وحاكميتها، بعدما كان الأمر يمارس بالحياء قبلاً، كإحدى النتائج المباشرة لدخول الإعلام اللبناني وبشكل مفضوح في دائرة التمويل السياسي.