بالعصيّ والحجارة تعرّض مبنى «الجديد» (المصيطبة) أمس الى اعتداء من قبل مناصري «التيار الوطني الحرّ»، اعتراضاً على مقدمة نشرة أخبارها المسائية التي هاجمت فيها رئيسيّ الجمهورية ميشال عون و«التيار الوطني» الحرّ جبران باسيل. المقدمة التي اتخذت من عرقلة تشكيل الحكومة، ومن بيان «تكتل لبنان القوي»، مدخلاً للهجوم، قد يسجل عليها أنها تخطت أدبيات التخاطب مع رئيس البلاد، واقحمت السجال السياسي في التهكم الشخصي، عندما اعتبرت أن الغرف السوداء التي تكلم عنها باسيل في بيان التكتل والتي تسعى الى فبركة الملفات وجرّ البلاد الى صدامات، ما هي الا غرف «لإضفاء أجواء مظلمة وهادئة تواكب رئيس الجمهورية في سباته العميق». لم تكتف المقدمة بهذا الإنحدار، فقد استكملت الهجوم على عون، واستندت الى «مصادر الزائرين»، لقصر بعبدا، لتقول بأنه بات «لا يصحو الا على نصف اللقاء وتأخذه الغفوة ويطيب له النوم في عزّ النقاش»، عدا اتهامه بأنه يعاني من «عوارض النسيان» الذي أوصله الى «نكران الإتفاق مع الرئيس المكلف». ما طالعتنا به المحطة قد لا يكون بجديد في استخدام خصوم عون لهذا الكلام، على شاشات التلفزة، والإنزلاق صوب الشخصنة، لكن، يبدو أن هذه العبارات باتت متبناة من قبلها، وتنسج لأجلها مقدمة نشرة أخبار، بدل الذهاب بالنقاش نحو مكان أرقى مهما بلغ الخلاف السياسي مع التيار البرتقالي.