في ظل غياب البرمجة الخريفية المعتادة عن الشاشات بعيد تراكم أزمات مالية واقتصادية جمّة، وسط عجز عن إيجاد البديل وإعادة إنعاش المشهد التلفزيوني، استطاعت mtv، مجاراة هذه الأزمة، واضعةً ثقلها في المنصات التفاعلية، وصناعة محتوى خاص والترويج له. صحيح أن الولوج الى عالم الستريمينغ، أو أقله الإستثمار في العالم الإفتراضي، طرح منذ سنوات قليلة، لكنه ترافق مع تعقيدات تخص جهوزية الجمهور للدفع مقابل المشاهدة، وصناعة المادة المقدمة أيضاً من قبل المحطات. في السنوات القليلة الماضية، اتكأت lbci فقط على أرشيفها والتسويق له عبر منصاتها، وقد بات «مقرشاً» وغير متاح الا للمشتركين. كذلك الأمر بالنسبة إلى «الجديد» التي سُجِّلت لها محاولات في العالم التفاعلي، من خلال إطلاق برنامج خاص بالمشاهير والموضة، ودمج بثها للبرامج بين السوشال ميديا والشاشة. أخيراً جاءت خطوة mtv، التي بدأت قبل شهر تقريباً، ببرمجة خاصة بالمنصات الإفتراضية. مجموعة فقرات تتعلق بالطبخ، والتكنولوجيا، النباتات، والأبراج، والطب، بدأت صفحتا المحطة على فايسبوك وانستغرام بعرضها، كإنتاج خاص يطرح على هذه المنصات بما يتلاءم وأجواءها. الفيديوات التي لا تتعدى العشر دقائق، يتناول معظمها معلومات تتسم بالجدية، وباسداء النصائح مثلاً حول العناية بالنباتات المنزلية، أو كيفية التصرف عند حدوث حالات الإسهال أو الإمساك، أو القرصنة، الا أنها قدِّمت شغل بطريقة رشيقة في التصوير وتقديم المحتوى، وسادها طابع فكاهي يتناسب مع عالم السوشال ميديا، عدا أن اختيار وجوهها، كان متعمداً بأن تتسم بالحيوية والشباب والوسامة أيضاً. ولعلّ البارز في هذه الفقرات، ما تقدمه فيلسيا، التي يعرف عنها الموقع بأنها «سيدة مجتمع وهاوية في امور الفلك». تقوم فيلسيا بقديم فقرة «شو برجك؟» التي تختلط فيها المعلومات عن سير الأبراج مع أداء فكاهي كوميدي محبّب من قبل هذه السيدة، التي تتلو أحوال الفلك، بطريقة مسلية وجذابة. هكذا، تخطو mtv، صوب صناعة المحتوى الخاص، بطريقة تتناسب مع المنصات الإفتراضية، فتقدم المعلومة، الى جانب التسلية، وتحجز بذلك شريحة من الجمهور تهتم لهذه الفيديوات، وتتفاعل معها، وتؤمن الربح للمحطة.