امتلأت صفحات أهل الصحافة والإعلام في سوريا خلال الأيام الماضية بالمباركات والتهاني، بعد حملة تغييرات إدارية واسعة طالت مفاصل الإعلام السوري.ووصف هؤلاء هذه التعديلات بأنها «ترقيات»، وباركوا لمن تولى هذه المناصب بالحصول على «ثقة القيادة»، وهو تعبير يستخدم في سوريا عند ترقية ضابط في الجيش أو موظف حكومي ما. وشملت التغييرات «المكتب الإعلامي والسياسي في رئاسة الجمهورية العربية السورية»، الذي كانت تتولى إدارته الإعلامية لونا الشبل، حيث جرى تعيينها بقرار من الرئيس السوري مستشارة خاصة في الرئاسة، «إضافة إلى مهامها السابقة»، بالتوازي مع صدور قرار بتعيين الصحافي أسامة شحود مديراً للمكتب الصحافي في القصر الجمهوري.
ولكن شحود أوضح أن إدارته للمكتب الإعلامي ستكون بإشراف الشبل، التي عادت إلى سوريا في بداية الحرب، وتولت مسؤولية الإعلام في القصر الجمهوري، إلى جانب بثينة شعبان التي لا تزال تشغل منصب المستشارة الإعلامية حالياً. وحسب القرار، فإن الشبل «التي أُدرج اسمها على قوائم العقوبات الأميركية مؤخراً»، انتقلت من ملاك الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون إلى ملاك رئاسة الجمهورية. ولم تشمل التغييرات الجديدة في سوريا حقيبة الإعلام التي لا يزال الوزير عماد سارة محتفظاً بها.
وطالت التغييرات 15 منصباً في الإعلام الرسمي السوري، بقرار «منسوب» إلى رئيس الوزراء السوري حسين عرنوس، بناء على «اقتراح» وزير الإعلام.
وشملت التعديلات نقل الموظف في القصر الجمهوري أمجد عيسى ليصبح مديراً عاماً لـ «مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع» التي تصدر عنها صحيفتا «الثورة» و«تشرين» الحكوميتان وبقية صحف المحافظات. كما جرى تعيين ماهر عزام، مديراً عاماً لـ «مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي»، التي تهتم بإنتاج المسلسلات بشكل أساسي.
وأعلنت وزارة الإعلام عن تعيين الإعلامي حبيب سلمان، مديراً لقناة «السورية» الرسمية (الفضائية السورية سابقاً)، وعدنان أحمد مديراً لقناة «الإخبارية السورية» التي تولى إدارتها سابقاً وزير الإعلام الحالي.
كما تم تعيين الإعلامية ميسون يوسف، مديرة لـ «الأخبار المصورة»، ومهند منصور مديراً لـ «إذاعة دمشق» الرسمية، وعلي الخالد مديراً لإذاعة «سوريانا»، والمذيعة ألمى كفارنة مديرة لإذاعة «صوت الشباب»، وتم تكليف زهير فاطرة بتسيير أمور «مديرية أخبار الإذاعة»، وتكليف أحمد الدن بتسيير أمور قناة «سوريا دراما»، ومحمد علي زهرة مديراً لـ «مديرية البرامج».
كذلك كلّف وزير الإعلام، المهندس أسامة نمير بمهام مدير «المعهد التقاني للطباعة والنشر»، وتكليف عارف عبد العلي الهرم بمهام رئيس تحرير صحيفة «تشرين»، وإياد ونوس معاوناً لمدير عام وكالة «سانا» السورية الرسمية. كما جرى نقل الموظف السابق في «الإخبارية السورية» مضر إبراهيم من القصر ليصبح «مستشاراً» لوزير الإعلام لشؤون «الدراسات الإعلامية».
وتعد هذه التغييرات الأوسع في الإعلام السوري منذ سنوات، والتي تجري دفعة واحدة.
وتدور الكثير من التساؤلات حول جدوى هذه التعديلات على أداء وإدارة الإعلام الرسمي، الذي وصفه الرئيس الأسد في مقابلة قبل سنوات بـ «المترهل»، وأكد على ضرورة تنظيفه من الفساد. وبعيداً عن المباركات والمجاملات، تساءل البعض من أهل المهنة، حول انعكاس هذه المناقلات في المناصب على تطور خطاب الإعلام الرسمي السوري، الذي أطلق قبل عام ونصف حملة «ساعدونا لنصير أحسن»، ولكنها لم تؤد إلى نتائج تذكر وبقيت حبيسة في رفوف الأرشيف، من دون وجود خطة واضحة وحقيقية أو إرادة وعمل مخلص، لإنقاذ الإعلام الرسمي السوري.