يوم الثلاثاء الماضي، خصص برنامج « بانوراما اليوم» على «المنار» ندوة نقاشية بعنوان «الإعلام بين حدّي الفتنة والتحريض»، أدارتها الإعلامية منار صباغ، وشارك فيها كل من الصحافي عباس فنيش ومنسقة «اللجنة المركزية للاعلام في التيار الوطني الحر» رندلى جبور والزميل بيار أبي صعب، وتخلّلتها مشاركات من صحافيين وناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي، الى جانب دعوة البرنامج للتفاعل مع الحلقة، ونشر المشاركات عبر فيديوات مصوّرة مقتضبة. الحلقة التي ناقشت الأداء الإعلامي المحلي لما بعد تفجير المرفأ، اُعتقد أنها ستكتفي بالحوار النظري، بين الضيوف، والتركيز على أخلاقيات المهنة وضياعها بين أروقة الشاشات لصالح إعلام يمتهن التحريض، فإذ بنا أمام حلقة مختلفة، تسمي الأمور بمسمياتها، والقنوات بأسمائها، وتعرض مجموعة من المواد التي وردت على مواقعها وسعت الى التحريض ونشر الأخبار الكاذبة، من ضمنها مقتطفات من برنامج «صار الوقت» على mtv. فعلى مدى حلقات متتالية سعى البرنامج الأخير مع ضيوفه الى اتهام «حزب الله» بجريمة تفجير المرفأ، عدا رصد اللغة الفوقية والسفيهة التي قدمها مارسيل غانم. السقف العالي في النقاش الذي حكم الندوة، والذي لم يشهد له قبلاً على « المنار» أزعج بشكل مباشر قناة mtv، التي حاولت الرد بسخرية على الندوة، وتضليل الرأي العام حول مضمونها. لكن في نهاية المطاف لا يمكن النظر الى هذه الخطوة الا بعين مختلفة في أداء المحطة، في لحظة يشهد فيها القطاع الإعلامي سيما المرئي منه، انفلاتاً لا حدود له، تستخدم فيه كل أدوات التحريض والتضليل.