رغم كل المتغيرات في الأحداث الجارية على الأراضي اللبنانية، منذ تفجير المرفأ قبل أسبوعين، لم تهدأ mtv. بل واصلت عملية التحريض الممنهج على «حزب الله»، حتى بعد صدور قرار «المحكمة الدولية الخاصة بلبنان» الذي أرخى خيبة واضحة على ملامحها، وأرجعها خالية الوفاض، إذ أكدت المحكمة عدم مسؤولية النظام السوري، و«حزب الله» عن اغتيال رفيق الحريري، في وقت لم تلتقط فيه القناة –كما أرادت- ردود فعل مستنفرة من الشارع «السني». خيبة المحكمة أضيفت إليها خيبة تفجير المرفأ الذي بذلت قناة «المر» جهدها، بهدف الصاق التهمة بـ «حزب الله». فبرامجها ونشراتها الإخبارية استمرت في التصويب على هذه النقطة، في محاولة لتحريض الشارع الواقع أصلاً تحت أهوال الدمار والخسارات، ومهاجمة الحزب باستمرار من دون كلل او ملل. وبعد خيبة المحكمة، عادت mtv، لتستعين بأي مصدر منشور في الصحف الغربية، تحت مسمّى «مصادر استخباراتية». أمس، انتشرت مقالة منشورة في صحيفة «دي فليت» الألمانية، بعنوان «خيوط التفجير تقود الى حزب الله»، وفيه اتهام للأخير بجلب ثلاث شحنات من الأمونيوم بتواريخ متفرقة في العام 2013 تزامناً مع السفينة الروسية «روسوس» التي أبحرت من جورجيا، والتي كانت محمّلة بمادة الأمونيوم وبقيت بعدها في مرفأ بيروت، بعدما صودرت موادها، ووضعت في العنبر رقم 12. تقرير استخباراتي ألماني، تجاهله عدد من وسائل الإعلام المحلية والعالمية، وتبنته mtv، وخصصت له امس، أكثر من ثلاث دقائق في نشرتها الإخبارية المسائية، وأرسلت في الموازاة خبراً عاجلاً على هواتف اللبنانيين يدعوهم الى متابعة مسار علاقة «حزب الله» بنيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت. وللمصادفة، جنّدت «العربية» بدورها تقاريرها، وتبنت التقرير المذكور، وراحت تروّج له. قناة mtv ختمت تقريرها المطوّل الذي استخدمت فيه تقنية الغرافيكس لشرح عملية انزال الشحنات الى المرفأ، بإشراف قائد «فيلق القدس» السابق الراحل قاسم سليماني، بأن «بقاء الشحنة كانت مناسبة لحزب الله» الذي كان ينوي استخدامها ضد العدو الإسرائيلي، وسبق له أن استخدمها في سوريا، في إشارة واضحة الى تحميله مسؤولية التفجير الهائل الذي حصل في الرابع من آب (أغسطس) الماضي.