مع كل حدث، يتصدّر «الذباب الإلكتروني» المشهد الافتراضي، لتبدأ حفلات الشتم والتضليل وفقاً للاصطفافات والأجندات السياسية. عشية إحياء الذكرى الرابعة عشرة لانتصار آب 2006 على العدو الإسرائيلي، طبّعت الإمارات علاقاتها رسمياً مع الكيان الصهيوني. خطوة، رافقتها حملة تسويقية داعمة على وسائل الإعلام التقليدية ومواقع التواصل الاجتماعي على امتداد العالم العربي. وفيما انقسم المشهد الافتراضي، برزت محاولات من قبل «مؤثّرين» لتبنّي الخيار الإماراتي الذي جاء ليُخرج إلى العلن علاقات كانت أكثر من طبيعية خلف الستار منذ سنوات. ناشطون على السوشال ميديا، مراسلون، إعلاميون، سياسيون، فنانون... بعضهم التزم الصمت أو علّق على ما جرى بخجل، بينما راح آخرون يبرّرون التطبيع بطريقة مواربة.على سبيل المثال، برز منشور يضم صورة ملتقطة من الأعلى لمبانٍ في دبي يلفها الضباب، في مقابل أخرى مأخوذة من فيديو لبيروت بعد دقائق من وقوع انفجار المرفأ في 4 آب (أغسطس) 2020. البوست الذي حظي بإعجاب شخصيات لبنانية وعربية، يحاول المقارنة بين المدينتين في هذا التوقيت تحديداً، كأنّه يحاول إيصال رسالة مفادها أنّ التخلّي عن العداء لـ «إسرائيل» يجنّب العاصمة اللبنانية المآسي!