في غياب أي سردية رسمية علمية، لما حدث يوم الثلاثاء الماضي، من تفجير دام في بيروت، تكثر الروايات المتضاربة على الشاشات، حول طبيعة وكيفية حصوله، ومعها يضيع المتابع، سيما مع استقدام وسائل الإعلام لخبراء في علم الذرة أو الكيميائيات، والتحدث بلغة علمية بحت قد لا تفضي الى محاولة فهم ما حصل في مرفأ بيروت، عدا تنطح بعض القنوات للعب دور المحقق في ظروف معقدة يصعب التنبؤ بها. أمس، استضافت «الجديد» الخبير في علوم الجزئيات الذرية محمد حميّة، الذي أكد أن حصول الإنفجار في بيروت، لم يكن المسبّب الأساسي له عمليات «اللّحام» التي كانت تحصل على باب العنبر الذي يحوي أطناناً من الأمونيوم. حميّة رجح حصول الإنفجار جراء وضع قنبلة أو اصابة العنبر بصاروخ، لنرى ارتداداته كما حصل في العاصمة اللبنانية. فرضية تتقاطع مع أغلب الروايات الغربية ومن بعدها الخليجية، في الإصرار على تحميل الإنفجار الطابع الإرهابي والمتعمد (ويمكن أن يكون قد حصل ذلك بالفعل)، مع أخذه الى منحى تسييسي، تجاه «حزب الله». كانت صدفة بالفعل، أن يعرض الخبير في الجزئيات الذرية، على هواء المحطة، ما تداولته شبكة Trunews، الأميركية، التي قالت بأن انفجار مرفأ بيروت، يتطابق تماماً مع انفجار حصل قبل 7 أشهر في سوريا. عرضت المحطة هذه اللقطات، ضمن سياق ذكرناه سابقاً، عن التفجير المتعمد، وتقاطعت مع تسييس آخر، زادت عليه «العربية» عندما عرضت تلك اللقطات، وقارنت بين التفجيرين، وأكدت أنهما متشابهان، من ناحية إحداثهما فقاعة هواء ضخمة في الأجواء، طبعاً، مع زيادة اتهام «حزب الله» بتخزين الأسلحة في المرفأ، وحصول الإنفجار جراء هذا التخزين.