على الرغم من كثافة تداول الفيديوات من داخل الطائرة الإيرانية المدنية، التي عاش ركّابها أمس، لحظات قاسية ومريرة، سيما الأطفال منهم، بقي التعاطي الإعلامي مع حادثة اعتراض مقاتلة اميركية لها في الأجواء السورية، يحمل تبريراً فاقعاً للجانب الأميركي، ويحاول تخفيف وطأة فداحة ما اقترفته واشنطن أمس. جولة سريعة على معظم ما أدلى به هذا الإعلام سيما الخليجي منه، الذي تقاطعت مصالحه هذه المرة، وراح يستنسخ الرواية عينها، ويسوّق للتبريرات الأميركية، مقابل شيطنة الطائرة الإيرانية، والتلميح الى أنها مدنية، لكنها قد تحمل على متنها عدّة عسكرية! وفي عنوان يجهّل الفاعل «اعتراض طائرة ركاب ايرانية فوق سوريا وسقوط جرحى»، أولت قناة «العربية» السعودية، أهمية للرواية الأميركية، التي بررت اعتراض الطائرة الإيرانية، وادعت انها كانت تقوم بـ«بمهمة جوية روتينية»، وأنها بقت على «مسافة آمنة ووفق المعايير الدولية»، وطبعاً في نهاية الخبر، أوردت أن «اسرائيل والولايات المتحدة الأميركية تتهمان شركة «ماهان إير» بنقل أسلحة لمقاتلين مرتبطين بايران وسوريا وأماكن أخرى» عدا التذكير بالعقوبات المفروضة على شركة الطيران الإيرانية لما «تقدمه من دعم للحرس الثوري الإيراني». الرواية عينها وردت على موقع «الجزيرة» القطري، الذي نقل كامل التصريحات الأميركية وتبريراتها، وذّيل الخبر بالإشارة الى العقوبات المفروضة على شركة الطيران الإيرانية، ودعمها «للحرس الثوري الإيراني». بدورها استنسخت «سكاي نيوز عربية» الإماراتية، الرواية الأميركية، ونقلت عن «القيادة المركزية الأميركية»، وجهة نظرها بما حدث أمس، من تعمّدها «اجراء هذه المهمة»، للتأكد من سلامة جنود التحالف في القاعدة، واسباغ هذه «المهمة» بأنها كانت «روتينية وتمت على مسافة آمنة».!