«مسرحية» مبنى «المارينز»: الاحتفالية المجهضة بين التلفزيون ومواقع التواصل

  • 0
  • ض
  • ض
«مسرحية» مبنى «المارينز»: الاحتفالية المجهضة بين التلفزيون ومواقع التواصل
غادر المسؤول الأميركي عبر طوافة عسكرية خاصة هرباً من الوقفة الإحتجاجية (هيثم الموسوي)

على وجه السرعة، غادر قائد «المنطقة الوسطى» في الجيش الاميركي كينيث فرانكلين ماكنزي، «مطار بيروت» عبر طوافة خاصة، فيما كان محتجون بالعشرات خارج حرم المطار، يحملون أعلام المقاومة والأحزاب الداعمة لها، يندّدون بهذه الزيارة، سيما بعد تسريب معلومات عن احتفالية ستقام هناك، في النقطة التي حصل فيها التفجير في قوات المشاة البحرية (المارينز) عام 1983، بحضور السفيرة الأميركية دوروثي شيا. هؤلاء حضروا قبل نصف ساعة من وصول ماكنزي، بعد دعوات متتالية على السوشال ميديا، كان قد بدأها الزميل حسن عليق، باعلانه قبل يومين، عن زيارة ماكنزي، وامكانية اقامة الإحتفال الذي أحيط بـ«الكتمان» داعياً الى منع اقامته وتخريبه. دعوة سرعان ما لاقت أصداء، وبدأت تنتشر، وأضيفت إليها شعارات التنديد بالتدخلات والإستفزازات الأميركية اليومية، و«الوقاحة المتعمدة من السفيرة الأميركية ومسؤوليها»، في ظل اشتداد «الحرب الأميركية الإقتصادية والسياسية على لبنان». هكذا، تداعى هؤلاء الى طريق المطار وأقفلوا بداية المسلكين الشرقي والغربي منه، رافعين شعارات مندّدة بالتدخلات الأميركية السافرة، تعلوها صورة القائد الجهادي عماد مغنية. هذا في الميدان، أما على الشاشات، فقد امتنعت mtv، بشكل نهائي عن تغطية هذا الحدث أو حتى الإشارة اليه، الى جانب «تلفزيون لبنان» و otv، مع اكتفاء nbn بتوزيع شاشتها الى اثنتين، واحدت منهما نقلت صورة صامتة من الوقفة الإحتجاجية، فيما أولت «المنار» اهتماماً واسعاً بالوقفة الإحتجاجية، وظهّرت من خلالها موقفها الواضح من هذه الزيارة، التي رأت بأنها «تمثل رسائل مباشرة الى الداخل»، في ظل «الهيمنة الأميركية على القرار في الداخل اللبناني». القناة أكدت على خبر الإحتفالية، وعلى حضور السفيرة الأميركية، واعادت التذكير بمواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمس، التي طالت تدخل السفيرة الأميركية، وتحرّك كتلة «الوفاء للمقاومة» نحو الخارجية اللبنانية للمطالبة باستدعائها. على شاشة lbci، ردّد مراراً مراسل المحطة ادمون ساسين بأن لا مناسبة تتزامن مع ذكرى تفجير «المارينز» الذي وقع في تشرين الأول (أكتوبر)، ونقل عن «مصادر أمنية وعسكرية» تأكيدها بأن لا احتفالية ستقام في مكان التفجير، بل فقط سيعمد ماكنزي الى اجراء «وقفة تأملية رمزية» في المكان بما أنه يعدّ من قوات «المشاة البحرية». أما «الجديد» التي كانت أول من نقل الصورة من طريق المطار، فركزت مراسلتها راوند أبو خزام، على أنّ التحرك «شبابي» و«اندفاعي» ولم يدع اليه «حزب الله»، واستندت في هذا الاستنتاج الى الأعداد القليلة للمحتجين في بداية الأمر، فيما راحت تسأل المعتصمين وتكرر عليهم الأسئلة حول باقي التدخلات غير الأميركية في لبنان، وعن سبب استفزازهم من زيارة ماكنزي، علماً أن زواراً أميركيين أتوا قبلاً الى لبنان!. بعدها تفرّق المحتجون ونقلت أجواء احتفالية هذه المرة على السوشال ميديا، تفيد بأن هؤلاء المحتجين استطاعوا تخريب ما كان تنوي السفارة الأميركية الإحتفاء به مكان وقوع قتلاها قبل 37 عاماً، وعدّوا ذلك «انتصاراً» لهم.

0 تعليق

التعليقات