مع دخولنا في السنة الرابعة على اندلاع الأزمة الخليجية التي خلفت حصاراً إماراتياً وسعودياً ومصرياً على قطر، وقطع العلاقات التجارية والديبلوماسية معها على خلفية ما قيل وقتها عن اختراق تعرضت له وكالة الأنباء القطرية، ونشر حديث مفبرك للأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني، تجري «الجزيرة» هذا العام، ما يشبه بجردة الحساب، هذه المرة من البوابة الإعلامية السعودية. «الإعلام السعودي..البوصلة المفقودة»، عنوان الحلقة من برنامج «للقصة بقية»، الذي بثته القناة القطرية أخيراً، وتضمن رصداً وافياً للسنوات الخالية، التي اشتغل فيها الإعلام السعودي بكل منصاته التقليدية والإلكترونية، ضمن قالت عنه الجزيرة بأنه يندرج في «صفقات بالملايين لجلب من يتقن فن التضليل والإبتذال». الحلقة التي امتدت على خمسين دقيقة من الزمنن تخللها تقرير مطوّل ناهز النصف ساعة، تناول محطات عدة منذ بدء حصار قطر، لغاية اليوم. تقرير أضاء بشكل أساسي على لا مهنية الإعلام السعودي وركونه الى خطاب مسيء لقطر، واستخدامه شخصيات ظهرت على شاشته أخذت تردد الخطاب العدائي نفسه، الى جانب تركيزه على مرحلة تسيّد ولي العهد محمد بن سلمان الواجهة الإعلامية السعودية، وتفنيد لكيفية اعتقاله لأمراء سعوديين في فندق «الريتز» الشهير، وأغلبهم يندرجون ضمن رجال الأعمال المالكين لشبكات إعلامية سعودية تحظى بانتشار واسع في العالم العربي (عكاظ- العربية-العربية/الحدث/ روتانا)، وتسخير الأمير السعودي بعدها هذه المنصات لصالح الترويج لسياساته. ويلحظ التقرير تغييراً في وزارة الإعلام السعودية التي تعاقب عليها منذ خمس سنوات خمسة وزراء، ولكيفية تصدّر الإعلاميين المطبلين لبن سلمان الواجهة. ويورد مثالاً عن الإعلامي المصري عمرو أديب، في اجواء يؤكد فيها التقرير بأنها حوّلت الإعلام السعودي الى «إعلام الخطاب الواحد» وخلقت له نمطاً جديداً. الحلقة تناولت كيفية تخبّط الإعلام السعودي في قضية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، ووصفتها بـ «الأزمة الإعلامية» التي راحت تردد الرواية الرسمية السعودية. واستعانت الحلقة بخبراء وأكاديميين في مجال الإعلام فنّدوا تعاطي الإعلام السعودي مع الأزمة الخليجية، وكيفية اتكائها على السخرية في برامجها الحوارية وحتى الكرتونية لمواجهة الدوحة. كذلك لم ينس التقرير تسليط الضوء على دور الإعلام المصري الرسمي الذي تواطأ مع السعودي ليصبّا في الإتجاه عينه.