بالرغم من حملات التوعية التي تقوم بها وسائل الإعلام المصرية بشأن فيروس كورونا، إلّا أن هذه الحملات لا تطبق داخل هذه المحطات نفسها، ما أدى إلى تفشّي المرض بين العاملين فيها من دون اتّخاذ أي إجراء من شأنه إيقاف الإصابات نفسها أو الحدّ منها.
وتعتبر قناة «إكسترا نيوز» الأكثر احتضاناً للفيروس، إذ أُعلن عن إصابة 3 مذيعات فيها بشكل رسمي بكورونا، إلى جانب عشرات العاملين الذين مُنحوا إجازات مرضية لتلقي العلاج في وقت تم الاكتفاء فيه بعزل المصابين فقط ومن يشتبه في إصابتهم. أمر أوقع حالة وفاة بين أحد العمال، فيما يقبع أحد مخرجي القناة الشباب في العناية المركزة بعد تدهور حالته.
وتأخرت القناة في تطبيق الإجراءات الاحترازية، إذ أصيبت غالبية العاملين خلال أسبوع عيد الفطر، وهو ما أدى إلى عزل نحو 70% من العاملين في المحطة الإخبارية التي تقوم على البث المباشر، ودفع المشرف العام عليها ألبيرت شفيق إلى إصدار قرار بإلغاء الدوام المسائي بشكل كامل، وإخلاء القناة لعمليات التطهير بشكل يومي مع إلغاء أي استضافات للضيوف داخل المحطة.
وقامت إدارة المراسلين بالاكتفاء بعمل اثنين فقط بشكل يومي تجنّباً للعدوى في وقت يتواصل فيه العمل في القناة بشكل اعتيادي مع خفض الأعداد فقط، إذ يتم عزل شخص أو اثنين من العاملين، مع بداية ظهور الأعراض عليهما أثناء العمل، وسط رفض فكرة وقف العمل أو تغيير مكان الظهور على الهواء في استوديوات أخرى خارج المقر الحالي.
واضطرت القناة لإجبار المذيعات على وضع الماكياج بأنفسهن قبل الهواء، مع الاستغناء عن الفنيين الخاصين بالماكياج عقب إصابة عدد كبير منهم خلال الأيام الماضية بالفيروس، فيما أصبح نحو نصف المخرجين والمعدين معزولين بشكل كامل في منازلهم، وعدد منهم يخضع للعلاج وسط تكتّم على تفاصيل بشأن الحالات المصابة بالفيروس.
وبحسب معلومات «الأخبار»، فإنّ عدداً كبيراً من الضيوف اعتذروا خلال الأيام الماضية عن عدم استقبال الفنيين العاملين في المحطة لتسجيل لقاءات معهم بسبب كورونا، وتخوفهم من أن يكون أحدهم حاملاً للفيروس. وعليه، تواجه المحطة مشكلة حقيقية في استمرار البث المباشر لساعات طويلة على مدار الأيام، ما دفعها إلى إعادة عرض عدد من الأفلام الوثائقية بشكل يومي مع تكرار الاستضافات الهاتفية وإطالة مدتها.