من يراقب أداء otv هذه الأيام سيلحظ حتماً المسافة التي ترسمها بينها وبين باقي الأطراف السياسية، نائية بنفسها عن الصراعات الدائرة، خصوصاً تلك التي حصلت يوم السبت الماضي، وقد أسمته «السبت الحزين». في نشرة أخبارها المسائية، أصابت القناة البرتقالية أمس هدفين بحجر واحد. بعد استعراضها مخاطر العودة الى الحرب الأهلية ولغة التقاتل، بعد اشتباكات الشوارع في بيروت، لم تجد ضيراً في التصويب على تظاهرات 17 تشرين، واعتبار أنّ ما حدث اخيراً، «أدخلها في نفق مظلم». وفي معرض اعادة سردها لما حصل تحديداً على خط عين الرمانة-الشياح، ومع محاولتها بسط موضوعيتها على الطرفين المتنازعين، صوّبت القناة سهامها على «الكتائب» وعلى زيارة النائب نديم الجميل الى عين الرمانة، واستذكار اهالي المنطقة شعارات مرّ عليها الزمن بوصفها تمثل «مثلث الصمود». إذ اعتبرت في مقدمة نشرة أخبارها، أن هذا الأمر يندرج ضمن «تجسيد السطحية والخفة في المقاربات الوطنية والسياسية» وأنّ «استرجاع الشعارات مكانها الطبيعي ذاكرة التاريخ ورفوف الأرشيف». ومع كل هذه المقدمات حول الاستياء من الوضع الحالي الذي تسوده لغة طائفية ومذهبية ويشهر فيه اللبنانيون السلاح في تلك المناوشات، أخرجت otv حلّها السحري بإعادة التذكير باتفاق «مار مخايل» الذي حصل قبل 14 عاماً بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر». ففي تقرير إخباري مسائي (جويس نوفل) استعرضت المعدة ما حدث في الشارع ليلة السبت-الأحد الفائتة، وعرّجت على الإتفاق، الذي «سيربح الحرب»، واصفة إياه بـ «الثورة الحقيقية»، التي حاول كثيرون «تشويهها». هكذا، وبهذا الخطاب النائي بنفسه عن مستنقعات الصراعات الدائرة، تدخل otv، هذه الحلبة، ممررة رسائل سياسية بكل اتجاه، ومتمسكة في الوقت عينه، بالاتفاق الشهير في مار مخايل، بعيد موجة هوجاء أصابت المحطة، عندما فتحت الهواء للسفيرة الأميركية دوروثي شيا وأصابت شظاياها جمهور المقاومة.