بعد ثلاثة أيام على مقابلة السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا على شاشة otv، وإثارتها ضجة على مواقع التواصل الإجتماعي وفتحتها سلسلة من التأويلات حول علاقة «التيار الوطني الحر» بـ «حزب الله»، قدمت القناة البرتقالية أمس، مرافعة دفاعية عما تضمنته مقابلة السفيرة من مواقف وتهديدات على شاشتها. فقد خصصت مقدمتها الإخبارية أمس، للرد على من وصفتهم بـ «المصرين على التطاول على otv »، واعتبرت مقابلة شيا تندرج ضمن «مساحة الحرية غير المسبوقة» على شاشتها. وأصرت القناة على توصيف هذه المقابلة وما تخللته من مضامين تحريضية واستعلائية ضمن «احترام حق الاختلاف» و«الإصغاء الى وجهة النظر الأخرى من دون اجتزاء أو تحوير»، واضعة هذه المقابلة في مصاف اللقاء الذي أجرته أخيراً مع نائب الأمين العام «لحزب الله» نعيم قاسم. واعتبرت أن هذا الأمر يدرج الشاشة ضمن ما توفره من «مساحة من الحرية» ونقل وجهات النظر! لكن مع هذه السذاجة في الطرح الذي تظهره القناة، يعلم المراقب جيداً أن القناة روّجت جيداً لهذه المقابلة، وتصدرت عبارة «عقوبات جديدة» حملتها الترويجية، عدا طبعاً ترك السفيرة الأميركية تدلي بما يحلو لها على الهواء، كما فعل ألبير كوستانيان مع دايفيد شينكر أخيراً على lbci. إذ تقاطعت مضامين كثيرة بين المقابلتين، بين رفض «شيطنة» رياض سلامة وإعلان دعم الولايات المتحدة له، وبين خروج عبارات سمحت بها محاورتها جويل بو يونس، عندما وصفت «حزب الله»، بـ «المنظمة الإرهابية»، واتهمته بالتورط في الفساد، وفي «تشويه سمعة» لبنان المالية، وبحيازته أموالاً فاسدة... واللائحة تطول، عدا تلويح شيا بعقوبات جديدة ستطال حلفاء الحزب بدءاً من الأول من حزيران (يونيو) الماضي، واستخدام otv، لهذا التهديد كجزء من الترويج لهذه المقابلة!