واقعاً، التظاهرة التي أقيمت أمس أمام «قصر العدل» في بيروت، تحت شعار «لا للدويلة داخل الدولة، ولا للسلاح غير الشرعي» لم تتعدّ البضعة أشخاص، حتى إن بعضاً من شعاراتها كـ «السلاح الفكري» سرعان ما تحوّل على السوشال ميديا كمادة للسخرية. لكن في الإعلام الخليجي، عٌمل على تضخيم هذه التظاهرة، وأعطيت اكثر من حجمها، فكانت أشبه باحتفالية أقامها هذا الإعلام، الذي جافى الواقع، وراح يبني عليها قصوراً من الرمال. هكذا، شكلت «العربية» رأس حربة في هذا الخصوص، وغطت التظاهرة في أخبارها العاجلة، وضمت تقارير مصوّرة وأخرى مدّونة على موقعها الإلكتروني. القناة السعودية عمدت الى ربط هذه التظاهرة، بالإحتجاجات المطلبية التي حصلت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وتحديداً في منطقة الجنوب «معقل حزب الله» التي بحسب القناة «أظهرت للمرة الأولى استياء بيئة حزب الله من الأوضاع التي وصلت اليها البلاد». وفي تقرير مصّور عن الحدث، اعتبرت المراسلة (ناهد يوسف) أن التظاهرة شكلت «إنطلاق الشرارة الشعبية الرافضة لمنطق استقواء فئة من اللبنانيين»! وعلى «سكاي نيوز» الإماراتية، استندت المراسلة (دارين الحلوة) إلى واقع ارقام هؤلاء، لكن ليس من باب أن تكون موضوعية في تغطيتها، بل لإظهار أن العدد القليل للمتظاهرين، كان نتيجة «خوف من انقسامات وردة فعل عنفية وقمعية سيقوم بها مناصرو حزب الله». المراسلة اعتبرت أن التظاهرة الأخرى التي وقفت مقابل الأولى، بعثت «برسالة مشفرة للقول بأن المسّ بالسلاح غير مسموح». ولعلّ اللافت في رسالة سكاي نيوز» من بيروت، ربطها عدم تطبيق القرار 1595، القاضي بسحب سلاح المقاومة، بأنه «أدى الى اغتيال رفيق الحريري عام 2005»! هكذا، شكلت هذه التظاهرة اليتيمة في بيروت فرصة جديدة، لإظهار حجم التزوير الذي تمارسه الميديا الخليجية من خلال ضخها لبروباغندا معادية مهمتها تنحصر في شعار «أن تكذب أكثر»!.