فيما تتركز الأنظار على القنوات السعودية، سيما شبكة mbc، التي تخصص في شهر الصوم، أعمالاً درامية مجبولة بروائح التطبيع وتلميع صورة الإحتلال، تحاول «العربية»، من جهتها، الإنقضاض على المبادرات والأعمال الدرامية الرمضانية الفلسطينية. قبل يومين، شنّت القناة السعودية هجوماً، على مسلسل «عنقود» (كتابة واخراج: حسام أبو دان)، واتهمته بأنه من انتاج «حركة حماس» و«بدعم تقني ايراني». هكذا، تحاول «العربية»، الإساءة للدراما الفلسطينية الملتزمة، التي تضيء في هذا العمل على قطاع غزة، وتستذكر حصاره اسرائيلياً عام 2014، والعدوان عليه. وقتها، لجأ عدد من الغزيين الى عيادة الطبيب كمال قديح، وبقوا فيها لمدة ستة أيام. يستوحي المخرج أحداث «عنقود» من هذه الحادثة، ويسعى من خلال حلقاته الـ15، الى تقديم صورة واقعية عن غزة، والأزمات التي نجمت عن الحصار الإسرائيلي، الى جانب قضايا أخرى، تتعلق بهجرة الشباب والإنقسام الداخلي. تصويب «العربية» لم يكن بريئاً، في محاولتها طمس ما قد تقدمه الدراما الفلسطينية من صورة واقعية تصوّر وحشية الإحتلال وتنكيله بالفلسطينيين، وهذا ما استنكرته الشركة المنتجة «نيو سين»، وأدانه المخرج الشاب، الذي قال في أحد تصريحاته الصحافية بأن المسلسل يهدف الى إظهار صورة الفلسطيني الإنسان الذي يبحث عن الحياة ضمن واقع غزة الصعب، وتظهير عدم استسلامه لكل الظروف القاهرة، «رغم بطش الإحتلال وجبروته».