ليست المرّة الأولى التي تنتقد فيها أبيغيل ديزني حالة العمّال المزرية في الشركة العالمية. إحدى الوريثات للأخوين والت وروي ديزني، كانت قد كشفت في السابق عن الوجه القاتم واللاإنساني لشركة تدّعي تقديم الفرح والسحر في العالم. إذ فضحت العام الماضي أن عمال الشركة يبحثون عن قوتهم اليوميّ في النفايات بسبب ظروف عملهم المجحفة، موجّهة أصابع الاتهام إلى الرئيس التنفيذي للشركة بوب إيغر ولراتبه المرتفع والأرباح الخيالية التي يحقّقها طوال العام، وتتجاوز متوسّط الأرباح السنوية لعمال ديزني بــ 900 مرّة. في أجواء انتشار فيروس كورونا، وبينما تعتزم بعض الشركات التخلّي عن موظفيها لحماية القدر الأكبر من أرباحها، لم تستطع المخرجة والناشطة الأميركية السكوت على الظلم الذي يلحق بموظفي الشركة حالياً. على حسابها الرسمي على تويتر، نشرت 25 تغريدة أمس، انتقدت فيها صرف الشركة المؤقّت لـ 100 ألف موظف معظمهم من العاملين في منتجعات «ديزني لاند» وفنادقها التي أغلقت أبوابها منذ الشهر الفائت في أميركا وأوروبا وآسيا، وتخليها عنهم في هذه الظروف في حين دعتهم إلى اللجوء لمساعدات الدول خلال هذه الفترة. علماً أن العدد الإجمالي لموظفي «ديزني لاند» يبلغ 177 ألف عامل في كل أنحاء العالم، ما يعني أن الشركة تخلّت عن أكثر من نصفهم سعياً إلى توفير 500 مليون دولار في الشهر وفق مقال نشرته «فاينانشل تايمز» قبل أيام.
«حاولت أن أضبط لساني في هذه الفترة»، هكذا بدأت أبيغيل سلسلة تغريداتها التي اتهمت فيها إدارة الشركة بالتخلّي عما يقارب نصف العمّال، من أجل حماية الرواتب المرتفعة للموظفين الإداريين والرؤساء الذين ينالون طوال العام مكافآت لا تحصى. وقالت إن هذه الخطوة تأتي لحماية 1.5 مليار دولار من هذه المكافآت ومن الأرباح الخيالية التي يحظى بها المدراء التنفيذيون خلال السنة، مضيفة أن هذا المبلغ يؤمّن رواتب العمال الآخرين لأشهر. كتبت في إحدى تغريداتها «إن مبلغاً كهذا كاف لأن يغطّي مبالغ العمال لثلاثة أشهر كاملة، لكنه، بدلاً من ذلك، سيذهب إلى الموظفين ممن لم يتوقّفوا عن نيل مكافآت خياليّة طوال أعوام» مشيرة إلى أن أرباح 80% من الأسهم تذهب إلى 10% أي إلى القلّة الغنية. وقد توجّهت في تغريداتها بشكل مباشر إلى المسؤولين في الشركة «إدفعوا إلى العمال الذين يصنعون السحر بكرامتهم. على هذه الشركة أن تتصرّف بشكل أفضل». علماً أن كبار المديرين التنفيذيين في الشركة، كانوا قد أعلنوا عن تخلّيهم عن جزء من رواتبهم كمساهمة منهم لتمكين الشركة من مواجهة التحديات الماليّة المستجدّة مثل بوب إيغر وبوب تشابك. لكن أبيغيل لم توفّرهما في تغريداتها أيضاً، إذ كشفت أن «الراتب ليس إلا مجرّد قطرة في دلو هؤلاء الرجال». وأوضحت «لا أملك أي وظيفة في الشركة، لكنني وريثة، وأحمل هذ الاسم معي أينما ذهبت. أملك هذا الوعي الذي يجعل من الاستحالة لي التغاضي عن الإساءات التي تحدث في المكان الذي يرتبط بهذا الاسم».