لا شك في أن عمل المراسل/ة، في زمن كورونا، يعدّ من أكثر الخطوات جرأة ومغامرة، ويستدعي بالطبع خوفاً من التقاط الفيروس أو نقله، لذا عمد عدد من وسائل الإعلام الى تخفيف عمل هؤلاء في الميدان والإستعاضة عن ذلك، برسائل مباشرة او مسجلة عبر الشبكة العنكبوتية. صحيح أن كورونا، فرض مثل هذه الإجراءات على الطاقم الصحافي، لكن في المقابل، خلّف منافسة شرسة بين القنوات والشبكات الإخبارية، في الإستحصال على سبق صحافي من هنا، أو معلومة جديدة من هناك. أمس، قررت «العربية» تخصيص رسائل مراسليها من العواصم الغربية والعربية، للنساء فقط، بغية الإحتفاء بهنّ، والإضاءة على أحوالهن في بلدانهن ومع عائلاتهن، في وقت لم تبرز فيه الشبكة السعودية، في أزمة كورونا، واستطاعت غريمتها «الجزيرة» بأن تستحصل على الأضواء، سيما في دخول فريقها الى ووهان، كأول طاقم صحافي في العالم يحظى بتغطية بعد رفع الحظر عن المدينة التي انطلق منها الوباء. إزاء عجز «العربية»، عن البروز، اتجهت صوب، استبعاد المراسلين، والإضاءة على عمل المراسلات. هكذا، خصصت أمس، تغطية مباشرة امتدت على 16 دقيقة، جالت خلالها على العواصم: بيروت، عمان، باريس، برلين، الخرطوم، القاهرة..لإستطلاع عمل مراسلاتها هناك، واستعراض تجربة مراسلتها من باريس، زينة عدي، التي سبق وأن اصيبت بكورونا، عدا تناول جوانب شخصية من حياتهن لا سيما أمومتهن. هكذا، تستعيض الشبكة السعودية، عن غيابها عن الساحة الإعلامية في زمن كورونا، بالهروب صوب العمل الصحافي النسائي، والتفخيم بأعمال مراسلاتها. علماً أن هذه التغطيات تتقاطع مع كثير من القنوات، في التحديات ومواجهة الفيروس!.