ليست المرة الأولى التي يمارس فيها الرسام الكاريكاتوري أنطوان غانم، عنصريته على اللاجئين، سوريين كانوا أم فلسطينيين. ضجة اثيرت العام الماضي، بعد ظهور رسمة له، على شاشة otv، تبين عنصريته تجاه اللاجئين السوريين، بسبب تصويرهم كأنّهم يجتاحون المدارس في لبنان، ويبقون التلامذة اللبنانيين خارجها. ها هو غانم يثير زوبعة مجدداً، بعدما نشرت صحيفة «الجمهورية» اليوم، رسمة له في ذكرى الحرب الأهلية، يشبه من خلالها الكوفية الفلسطينية بوباء كورونا. هكذا جمع في إطار واحد لصورتين واحدة تعود الى العام 1975 تاريخ بدء الحرب الأهلية اللبنانية، وأخرى، تخص التاريخ الحالي، ويظهر داخلها وباء كورونا. في الرسمة المنشورة، تجربة لصورتين حاول الرسام اللبناني أن يجري تماثلاً في ما بينهما، ووضعهما في حوار صامت عبر استخدام لغة العيون أكان للشاب الفلسطيني او المقاتل المرتدي للكوفية، أو من خلال استعارة عيون للفيروس. الكاريكاتور الذي أثار غضبة عارمة على الشبكة العنكبوتية، نجح صاحبه في إشاعة أجواء من العنصرية، وتأليب الذاكرة اللبنانية-الفلسطينية، واللعب على وترها في محاولة لتزكيتها من جديد وبث للكراهية والفرقة، سيما في تحميل الفلسطيني مسؤولية اندلاع الحرب الأهلية. وليس تشبيهه للكوفية أو للرمز الفلسطيني بكورونا، سوى سقطة جديدة تسجل عليه في إساءته لشعب كامل، في وقت يحتاج فيه اللبنانيون والفلسطينيون على حدّ سواء الى مساحة للوحدة وللوقوف معاً في وجه الفيروس المستجد.
View this post on Instagram

#كاريكاتور_الجمهورية

A post shared by Al Joumhouria Lebanon (@aljoumhouria) on