على مدى ربع قرن تقريباً، مع إنطلاق البرنامج الشهير «الإتجاه المعاكس» على «الجزيرة»، لم يصدف أن تغيّرت قواعد البرنامج الا نادراً، الى حين مجيء وباء كورونا، وفرضه مشهدية مختلفة أطاحت بالفكرة الأساسية التي قام عليها البرنامج الأشهر في عالم توك شو. فقد شهدت الأسابيع الماضية، من حلقات «الإتجاه المعاكس»، تغييراً واضحاً، إذ تباعد الضيوف بحكم التباعد الإجتماعي الذي فرضه الفيروس، فلم تعد طاولة واحدة تجمعهم، وبات كل واحد منهم متصلاً عبر الأقمار الصناعية. هكذا، بقي فيصل القاسم وحيداً في الأستديو، واستغنى عن حاجته الدائمة الى الوقوف كوسيط بين الضيوف المتعاركين. فمن المعروف، أن البرنامج المذكور، الذي استنسخ لاحقاً عربياً، اتكأ على فكرة تحويل الحوار الى سجال وحلبة مصارعة بين الضيوف الذين يتم انتقاؤهم تبعاً لتشددهم ومغالاتهم في المواضيع المطروحة. تباعد الضيوف إذاً، وبات من الصعب أن نرى عراكاً حيّاً في الاستديو حرّض عليه القاسم، انسحب الأمر كذلك، على المواضيع التي عادة ما كانت سياسية تطعّم بالتحريض، ففرضت كورونا نفسها كقضية أساسية في الحلقات السابقة، وتنحت جانباً بقية المواضيع الأخرى.