لم ينهض الاعلام اللبناني من أزمته المالية التي اشتدت مع إندلاع التظاهرات في منتصف تشرين الاول الماضي. ها هي أزمة جديدة تضاف إلى ازماته تتمثل في انتشار فيروس كورونا. فلا شك في أن تداعيات إنتشار الفيروس وغياب البرامج زادت من الأزمة المالية بسبب غياب الاعلانات بشكل نهائي. فلو تابعنا الشاشات نجد غياباً تاماً للاعلانات، وهذا الأمر له تداعياته على القناة داخلياً وتحديداً لدى الموظفين. وكما في كل الأزمات، تُخرج الشاشات خططها المالية التي تقوم على تقليص المعاشات. في هذا السياق، قررت قناة «الجديد» حسم 30% من رواتب الموظفين بسبب كورونا. ولفتت في رسالة الكترونية لموظفيها إلى أنه «نظراً للاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها لبنان بدءاً من ثورة 17 ت1، وصولاً الى كورونا فيروس الذي أجبر عدداً كبيراً من القطاعات على الإقفال، يؤسفنا أن نبلغكم بأن هذا الاجراء يقضي بخفض نسبة 30% من الرواتب ولمدة ثلاثة اشهر بدءاً من راتب شهر آذار 2020، نأمل عند إنتهاء هذه المدة أن تعود الامور إلى طبيعتها». هذا الاجراء كان متوقعاً وقد تقوم به غالبية الشاشات في الفترة المقبلة. وكانت «الجديد» قد لجأت الى اجراءات عدة من نهاية العام الماضي، بدأت بخفض الرواتب العالية للموظفين إلى النصف تقريباً. كما حوّلت الرواتب من الدولار إلى الليرة اللبنانية، من دون المساس برواتب الموظفين العادية. لكن قبل أيام، وصل «الموسى» إلى رواتب الموظفين العادية، وطالتها التخفيضات إلى 30 في المئة. فهل تعود رواتب الموظفين لاحقاً كما كانت عليها سابقاً قبل أزمة فيروس كورونا؟. مع العلم أن قناة mtv سبقت «الجديد» في تلك الحسومات والقرارات، وبدأت بها قبيل إندلاع الحراك الشعبي ولا تزال مستمرة لغاية اليوم. ويحصل بموجبها الموظفون على نصف معاش ولا يعرف مصير النصف الثاني منه.