لعلّ الأمر الثابت، في حفلة أمس، على mtv، ضمن الحلقة الخاصة من «صار الوقت»، أن المثل الشعبي «نقل البارودة من كتف الى كتف»، لا يمكن أن يقاس عليه بما أن لا شيء تغير سوى الديكور ومضامين الخطابات. أمس، استكملت القناة حملات التبرعات للمستشفيات والأطقم الطبية والعائلات الفقيرة، لمواجهة كورونا. فبعد نهار طويل من استقبال الإتصالات والتبرعات التي وصلت الى خمسة مليارات، استكمل مارسيل غانم الحملة في حلقة خاصة، استطاعت إثارة الرأي العام من جديد، لما خرج منها من نتائج. ردود فعل بالجملة، احتضنتها المنصات الإفتراضية، انقسمت بين مثن على خطوة المليارات، وآخرين أعادوا التصويب على غانم، المعروف بعلاقاته وقربه من الساسة وأصحاب البنوك ورجال الأعمال. أمس، تم استثمار فيروس كورونا، لإعادة تظهير صورة مختلفة لهؤلاء، الذين كانوا قبل أشهر قليلة، محط انتقاد وهجوم من الميديا اللبنانية، والمتظاهرين في الشوارع. قبل أشهر قليلة، اتشح غانم ومعه mtv ورئيس مجلس إدارتها ميشال المر، بالأعلام اللبنانية، وأعلنوها «ثورة» من النقاش. ركب هؤلاء الموجة التي هبّت في البلاد، وأوقفوا استضافة السياسيين سيما من الصف الأول. بعد ركوب هذه الموجة التي لم تستمر طويلاً، أتى كورونا، ليعيد الأمور الى نصابها هناك. حلقة طويلة من «صار الوقت» أمس، قفزت فيها أسماء ساسة وفنانين وأصحاب مصارف ومتمولين، تبرعوا بمبالغ كبيرة للمستشفيات الخاصة والعامة، وللصليب الأحمر، وللعائلات المعدمة. هكذا، توالت أسماء من كانوا قبلاً في دائرة الإتهام وقهر الناس، وسلبهم أموالهم، على الشاشة، بصفتهم مجموعة من المؤسسات التي تمدّ يد العون الى اللبنانيين، وتتبرع بأموال طائلة في مواجهة كورونا. هكذا ببساطة، بات هؤلاء خارج المساءلة ومقولة «استرداد الأموال المنهوبة»، لصالح صورة أخرى خيّرة، استغلت الظرف الصحي الصعب الذي يمر به لبنان، واستثمرت فيه بمعية البرنامج المذكور. الأصوات التي علت بعد الحلقة أمس، لم تمر مرور الكرام على غانم، الذي رأيناه يفقد أعصابه في منتصف الحلقة، ويصف «الثوار» بـ «المنظرين»، ويقرّ على طريقته بأن «تنظير من شهرين تلاتة ما بعتقد وصلنا لمحل». والمقصود هنا، التظاهرات الشعبية التي عمّت المناطق اللبنانية اخيراً، في تنصل واضح مما تبناه قبلاً. في نبرة عالية، قال غانم لهؤلاء «بطلوا تنظير من بعيد، وتشويه سمعة (..) وقفوا تخونوا السياسيين»! بهذا الكلام، يكون مارسيل غانم ومعه المحطة عادا الى قواعدهما، من دون الحاجة الى اي توضيح في القفزات التي تتوالى فصولاً!